ادان مجلس الأمن الدولي الاثنين بالإجماع إسقاط الطائرة الماليزية، وطالب الأطراف المعنية بالتعاون لإجراء تحقيق شامل ومستقل في الحادث، بينما تبادلت أوكرانيا وروسيا الاتهامات بشأن سقوط الطائرة.
كما طالب القرار الأممي الانفصاليين الموالين لروسيا بضمان الوصول الحر والآمن إلى مكان تحطم الطائرة، وحماية المكان ووقف الأعمال الحربية في هذه المنطقة، وطالب "بالوقف الفوري لأي نشاط عسكري، ومن ضمنه أي نشاط من قبل مجموعات مسلحة في المناطق المحيطة مباشرة بمكان سقوط الطائرة لتسهيل إجراء التحقيق".
وكانت أستراليا تقدمت بمشروع القرار بدعم من 23 دولة أخرى بينها فرنسا، وهو "يدين بأشد التعابير الممكنة" الهجوم على الطائرة في شرق أوكرانيا ويدعو إلى معاقبة المسؤولين عن هذا العمل.
ولم يتضمن هذا القرار أي عقوبات أو التهديد بها في حال عدم الالتزام به.
وقف الناريأتي ذلك بينما أعلن الانفصاليون في شرق أوكرانيا وقفا لإطلاق النار حول موقع تحطم الطائرة، وسلموا ماليزيا الصندوقين الأسودين للطائرة.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طلب الاثنين من الانفصاليين السماح لخبراء دوليين بالوصول إلى موقع الحادث، لكنه قال إنه ينبغي عدم استغلال واقعة إسقاط الطائرة الماليزية لأغراض سياسية.
من جهته أمر الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو الجيش بوقف فوري للعمليات القتالية في دائرة قطرها 40 كلم حول منطقة الحادث، ودعا إلى مشاركة خبراء روس في التحقيق.
والاثنين غادر قطار مبرد يحمل 251 جثة من ضحايا الطائرة بلدة توريس التي يسيطر عليها الانفصاليون في طريقه إلى مدينة خاركيف الواقعة تحت سيطرة السلطات الأوكرانية، حسب وكالة أنباء إنترفاكس الروسية.
وقبل مغادرة القطار، كشف فريق من المحققين الهولنديين على الجثث، بينما تفاوتت الأنباء بشأن عددها، حيث قالت وكالة الصحافة الفرنسية إنها 282 جثة، أما رويترز فنقلت عن مسؤولين أوكرانيين أن العدد هو 272 جثة، إضافة إلى 66 قطعة من الأشلاء، علما بأن الطائرة كانت تحمل على متنها 298 شخصا.
وأعلن فلاديمير غرويسمان نائب رئيس الوزراء الأوكراني للصحفيين أن 282 جثة كاملة و87 قطعة بشرية من أشلاء الضحايا الباقين تم انتشالها، مشيرا إلى أن عملية الإنقاذ التي استمرت أربعة أيام انتهت رسميا الاثنين.
تحذير بريطانيفي غضون ذلك حذر رئيس وزراء بريطانيا ديفد كاميرون روسيا الاثنين من تشديد العقوبات الأوروبية، وقال إنه تحدث إلى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بشأن فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على موسكو، مضيفا "يجب أن تعرف روسيا أن إجراء سيتخذ إذا لم تغير الطريقة التي تتصرف بها".
وأوضح أن العقوبات يمكن أن تفرض على قطاعات صناعية متقدمة قد يكون لها استخدامات مزدوجة لأغراض دفاعية، وأن الاتحاد الأوروبي سيكون مستعدا لاتخاذ خطوات أخرى.
ودعا كاميرون بوتين إلى التأكد من سماح الانفصاليين في أوكرانيا بالوصول إلى موقع سقوط الطائرة الماليزية، وبوقف إمدادهم بالسلاح.
وفي ألمانيا، أكد وزير الاقتصاد زيغمار غبريال ضرورة الإبقاء على سياسة العقوبات الاقتصادية الحازمة على روسيا، وقال إن موسكو مسؤولة لأنها "لم تتدخل للحد من هذا الصراع بشكل مباشر".
من جهته، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إنه يتعين على بوتين استخدام نفوذه لإجبار الانفصاليين على التعاون مع لجنة التحقيق، معتبرا أن التقارير التي تشير إلى عبث الانفصاليين بجثث الضحايا "إهانة لأولئك الذين فقدوا أحباءهم".
تبادل الاتهاماتوفي إطار التحقيقات الجارية في إسقاط الطائرة الماليزية، قال مصدر أمني أوكراني الاثنين إن جهاز الأمن الأوكراني أصدر في وقت سابق بيانات عن تفاوض انفصاليين لتسلم "أنظمة بوك الروسية"، وأضاف أن الانفصاليين لم يتلقوا تدريبا خاصا لتشغيل هذه الأنظمة المعقدة، مما يرجح قدوم طاقم لتشغيلها من روسيا.
وفي المقابل، قالت وزارة الدفاع الروسية إن طائرة سوخوي-25 أوكرانية حلقت قرب الطائرة الماليزية قبل سقوطها، وأنكرت ما قيل عن تزويدها الانفصاليين بأنظمة صواريخ "بوك" أو أي أسلحة أخرى.
وقال مدير دائرة العمليات العامة لهيئة الأركان الروسية أندريه كارتابولوف إن مسار الطائرة ومنطقة سقوطها يقعان في مرمى الدفاع الجوي الأوكراني، كما عرض صورا تشير إلى نشر أحد أنظمة "بوك" الأوكرانية في المنطقة يوم سقوط الطائرة تحديدا، موضحا أنه تم رصد نشاط متزايد لمحطات الرادار الأوكرانية يوم الحادث ثم انخفض بصورة كبيرة.