رفض الرئيس الأميركي باراك أوباما مبررات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية، وحث "شركاء واشنطن" في حلف الأطلسي (الناتو) على تعزيز التحالف لمواجهة "القوة الغاشمة" لروسيا، في حين هدد المجلس الأوروبي بتشديد العقوبات على موسكو في حال حدوث تصعيد جديد بأوكرانيا.
وقال أوباما في خطاب ألقاه في بروكسل أمس الأربعاء حول العلاقات الأميركية الأوروبية "إن مجرد وجود تاريخ طويل لروسيا مع أوكرانيا لا يعني أن في مقدورها أن تحدد لأوكرانيا مستقبلها، ولا يمكن لأي قدر من الدعاية أن يجعل أمرا يعرف العالم أنه خاطئ أمرا صائبا".
ورد الرئيس الأميركي على منتقديه الجمهوريين الذين يطالبونه بموقف أكثر تشددا قائلا "الوقت ليس وقت التهديد، ليست هذه عودة للحرب الباردة ولا توجد ردود سهلة ولا يوجد حل عسكري". لكنه دعا في الوقت نفسه شركاء الولايات المتحدة في الناتو إلى تعزيز التحالف في مواجهة "القوة الغاشمة" لروسيا، بحسب قوله.
وأكد أن حلف الأطلسي "لن يهتز"، وأن دوله "لن تكون وحدها أبدا"، وقال "اليوم تقوم طائرات الحلف بدوريات في سماء دول البلطيق كما عززنا وجودنا في بولندا، ونحن على استعداد للقيام بالمزيد".
ورفض أوباما مقارنة التدخل الروسي في أوكرانيا بالحرب التي قادتها الولايات المتحدة في العراق، أو بحملة الناتو لطرد القوات الصربية من كوسوفو، وقال إنه في الحالتين انسحبت الولايات المتحدة وحلفاؤها من الأراضي الأجنبية.
وحذر من أن عزلة روسيا ستصبح "أكثر عمقا" إذا واصلت السير على النهج الحالي، معتبرا أن "الثمن على اقتصاد روسيا وعلى وضعها في العالم سيزداد كلفة".
وقال إن الأزمة الأوكرانية تشكل "لحظة اختبار لأوروبا والولايات المتحدة والنظام الدولي، معتبرا أنه "من العبث" اتهام الولايات المتحدة بالتواطؤ مع "فاشيين" في أوكرانيا.
رومبوي (يمين) هدد بتشديد العقوبات على موسكو في حال حدوث تصعيد جديد (الفرنسية-أرشيف)
تحذير أوروبي
من جانبه، أكد رئيس المجلس الأوروبي هرمان فان رومبوي أن ضم روسيا للقرم غير شرعي، و"وصمة عار"، مؤكدا "لن نعترف به"، وشدد على أنه في حال حدوث "تصعيد" جديد سيكون "الأوروبيون والأميركيون على استعداد لتشديد العقوبات.
واستنادا إلى البنك الدولي، فإن إجمالي الناتج الداخلي لروسيا قد يتراجع بنسبة 1.8 % في 2014 وأن حجم رؤوس الأموال الهاربة قد يصل إلى 150 مليار دولار إذا ما تفاقمت الأزمة في أوكرانيا.
وخلال قمتها غير العادية في لاهاي، حذرت دول مجموعة السبع موسكو من عقوبات جديدة تشمل قطاعات الاقتصاد والطاقة والمالية مرورا بمبيعات السلاح والتجارة.
وتأتي تصريحات أوباما والتحذيرات الأوروبية بينما نددت أكثر من أربعين دولة -من بينها الولايات المتحدة- بضم روسيا للقرم، وعبرت عن القلق إزاء مصير الأقلية التترية هناك، فضلا عن فقدان نشطاء وصحفيين.
وحثت الدول -في بيان مشترك في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة- روسيا على السماح بنشر مراقبين دوليين في أنحاء أوكرانيا "بما في ذلك القرم".
ومن بين الموقعين على البيان القوى الأوروبية الرئيسية وأستراليا وكندا واليابان ودول سوفياتية سابقة مثل جورجيا ولاتفيا وليتوانيا ومولدوفا.