قصة الساعة
اكتشف مزارع ذات يوم أنه فقد ساعته اليدوية في مخزن الحبوب . كانت تلك الساعة غير عادية، إذ أنها ذات قيمة عاطفية خاصة بالنسبة له.
بعد تفتيشه وتنبيشه في التبن لمدة طويلة ولم يعثر على شئ، توجه طالباً مساعدة مجموعة من الفتية الذين كانوا يلهون ويمرحون بالقرب من المخزن .. ووعد بمكافأة لمن سيعثر عليها .
أسرع الفتية وأخذوا بالبحث الحثيث عن الساعة في كل ركن وزاوية ولكن ... دون جدوى !
عندما كان المزارع على وشك الإستسلام واليأس من إيجادها، تقدم فتى صغير منه طالباً منحه مهلةً أخرى للبحث . ألقى المزارع نظرة على الفتى وقال في نفسه: لم لا؟ يظهر أنه جاد .
وهكذا بعث المزارع الفتى لمخزنه،
وبعد وقت قصير عاد الفتى والساعة بيده.
فرح المزارع وبدت عليه علامات الدهشة فسأل الفتى: كيف نجحت في هذه المهمة في حين فشل أقرانك الآخرون ؟؟
ردّ الفتى قائلاً: لم أعمل شيئاً سوى الجلوس على المصطبة وإرهاف السمع.
في مثل ذلك الجو من الهدوء والسكينة تناهت إلى مسامعي تكتكات الساعة .. فقمت وبحثت عنها في ذلك الاتجاه فوجدتها !
في كثير من الأحيان نحتاج إلى الهدوء والسكينة والإنصات بمهارة لنستطيع سماع صوت من نحب، واحتواء بَعضنا،
والقضاء على خلافاتنا وتعدد آرائنا بقليل من هذه المهارات التي منحها لنا الخالق في هذا الكون .
ويزيد هذه الصفات جمالاً وبهاءً ماذكره الخالق عزّ وجلّ في كتابه العظيم عن متقني هذه المهارة حين اثنى عليهم بقوله:
( الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب )
سورة الزمر (18)
تذكر دائماً أن :
من لا يتقن فن الإستماع في الغالب الأعم لا يجيد فن الحديث