منتدى القمر المضيء
حياك الله لقد سعدنا بقدومك الينا وسنسعد اكثر بتسجيلك بالمنتدى
حتى تفيدنا وتستفيد وتجد كل ماهو مفيد 
وان تقضي اجمل الاوقات معنا
فمرحبا بك

في انتظار تسجيلك ومشاركاتك الجميلة ;لا تبخل علينا
منتدى القمر المضيء
حياك الله لقد سعدنا بقدومك الينا وسنسعد اكثر بتسجيلك بالمنتدى
حتى تفيدنا وتستفيد وتجد كل ماهو مفيد 
وان تقضي اجمل الاوقات معنا
فمرحبا بك

في انتظار تسجيلك ومشاركاتك الجميلة ;لا تبخل علينا
منتدى القمر المضيء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى القمر المضيء

منتدى القمر المضيء
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 الصحابة والقرآن

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ٱنٌـــےـسًےــــة
:الادارة العامة:
:الادارة العامة:
ٱنٌـــےـسًےــــة


الجنس : : انثى

مشاركــاتـي : : 11229
تاريخ التسجيل : 06/06/2013
العمر: : 32
التقييم : 9443

الصحابة والقرآن Empty
مُساهمةموضوع: الصحابة والقرآن   الصحابة والقرآن Emptyالسبت أغسطس 27, 2016 5:24 pm

الصحابة والقرآن

الشيخ أحمد الزومان
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، مَنْ يهده الله فلا مضلَّ له، ومَنْ يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾.
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾.

أما بعد:

لقد كان العرب في جاهلية جهلاء، وضلالة عمياء، فانقشعت ببعثة النبي وما أتى به من الهدى والحق؛ فدخل الصحابة في دين الله، وتأثَّروا بكلام الله؛ فزالت عنهم أوصاف الجاهلية من الصلف والغلظة وقسوة القلوب، وعالج القرآن نفوسهم، وعدل اعوجاج سلوكم، ولهم مع القرآن أحوالٌ، لنا فيها الأسوة الحسنة.
فحالهم عند سماع القرآن هي: المذكورة في القرآن، وهي:(وَجَل القلوب، ودموع العيون، واقشعرار الجلود)؛ كما قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾، وقال الله تعالى: ﴿ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴾.
هذا حال الصحابة عند سماعهم القرآن:( خوفُ القلوب، واقشعرار الجلود، وذَرْف العيون).
ولنقارن أنفسنا بهم حين تلاوة كتاب الله وسماعه!!؟.
إخواني:

يمر بنا أن بعض العباد منهم مَنْ مات أو غُشِيَ عليه حين سماع القرآن، ومنهم مَنْ يُصْعَق عند سماعه، ولم يكن في الصحابة مَنْ هذا حاله، وهذا ليس صفة كمال، ولو كان كمالاً: لما ادَّخرها الله عن رسوله وصحابته وهم: خير الخَلْق وأفضلهم.
لكن حال هؤلاء تضعف حينما تتأثر بالقرآن عن حمل ما يرد على القلب، فهم معذورن لضعفهم عن تحمُّل ما يَرِدُ عليهم، لكنهم لا يُمدحون عليه.


قال شيخ الإسلام:" ابن تيمية" رحمه الله في:(مجموع الفتاوى):

" الذي عليه جمهور العلماء: أن الواحد من هؤلاء إذا كان مغلوبًا عليه لم يُنكَر عليه، وإن كان حال الثابت أكمل منه، ولهذا لما سُئل الإمام أحمد عن هذا فقال: قرئ القرآن على يحيى بن سعيد القطَّان فغُشي عليه، ولو قدر أحدٌ أن يدفع هذا عن نفسه؛ لدفعه يحيى بن سعيد، فما رأيتُ أعقلَ منه". أ هـ.
أما حالهم مع القرآن في صلاتهم: فقراءةُ تدبُّرٍ وخشوع، تُورِث الخشية، وربما غلبهم البكاء فمنعهم من القراءة.
ولما اشتد برسول الله - صلى الله عليه وسلم – وَجَعُهُ؛ قيل له في الصلاة؛ فقال: ((مروا أبا بكرٍ، فلْيُصَلِّ بالناس)). قالت عائشةُ: إن أبا بكرٍ رجلٌ رقيق، إذا قرأ غَلَبَه البكاء!، قال: ((مروه فيصلِّ))؛ رواه البخاري ومسلم.


وعن عبدالله بن شداد بن الهاد - رحمه الله – يقول: " سمعتُ نشيجَ عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وإني لفي آخِر الصفوف، إنما أشكو بَثِّي وحزني إلى اللهرواه سعيد بن منصور بإسنادٍ صحيح.


إخوتي:

هل تَدبَّرْنا ما نسمع وما نقرأ في صلاتنا؛ لننتفع بالقرآن، وليؤثِّر في سلوكنا: فعلاً للطاعات، وتَرْكًا للمنكرات؛ مصداق ذلك قول ربِّنا - عزَّ وجلَّ -: ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ ﴾.

أما حالهم مع القرآن؛ مع آيات الوعيد: فالواحد منهم ما أن يسمع الآية إلا ويخشى أن يكون من أهلها!!؟.
فهذا ثابت بن قيس بن شمَّاس - خطيب الأنصار - كان من عادته أنه يرفع صوته أثناء الكلام، فلما نزلت هذه الآية: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴾، - جلس ثابت بن قيس في بيته وقال: "أنا من أهل النار"، واحْتَبَس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - سعدَ بن معاذ فقال: ((يا أبا عمرو، ما شأن ثابت، أَشتكى؟!))؛ قال سعد: إنه لَجاري، وما علمت له بشكوى. قال: فأتاه سعدٌ، فذكر له قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال ثابت: أُنْزِلَتْ هذه الآية، ولقد علمتم أنِّي من أرفعكم صوتًا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأنا من أهل النار. فذَكَرَ ذلك سعدٌ للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((بل هو من أهل الجنة))؛ رواه البخاري ومسلم.

فالجزاء من جنس العمل: خاف الله في الدنيا خوفًا أقعده عن الخروج من بيته؛ فجازاه الله بالأمن من هذا الخوف في الدنيا قبل الآخِرة؛ فهو ممَّن يُقطَع بأنه من أهل الجنة.
فليس الأمر متعلِّقٌ فقط بكثرة عبادة البَدَن؛ من صيام وصلاة وغيره؛ بل عبادة القلب.
والإشفاق من علاَّم الغيوب من أعظم القُرَب؛ فلا يجمع الله على عبده خوفَيْن في الدنيا والآخِرة.

أما حالهم مع القرآن؛ مع الآيات التي تأمر بتَرْك المحرَّمات، وإن كانت النفس متعلِّقةٌ بها: فهو سرعة الامتثال، والاستجابة للنهي؛ فعن عمر بن الخطاب، أنه قال: " اللهم بيِّن لنا في الخمر بيانَ شفاءٍ"؛ فنزلت التي في البقرة: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ... ﴾ الآية، فدُعي عمر؛ فقُرئت عليه؛ فقال: "اللهم بيِّن لنا في الخمر بيانَ شفاءٍ"؛ فنزلت التي في النساء: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى... ﴾، فدُعي عمر؛ فقُرئت عليه، ثم قال: "اللهم بيِّن لنا في الخمر بيانَ شفاءٍ"؛ فنزلت التي في المائدة: ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ ﴾؛ فدُعي عمر؛ فقُرئت عليه؛ فقال: "انتهينا، انتهينا"؛ رواه الترمذي وغيره.
هذا حالهم مع أم الخبائث، التي إذا أُشْرِبَ القلب حبَّها صَعُبَ عليه الانفكاك منها؛ فلذا في هذا الزمان مَنْ أدمنها وغيرها من المسكرات يحتاج إلى علاجٍ صحيٍّ، وتهيئةٍ نفسيةٍ للتخلُّص منها، وربما عاد إليها، لكن مع قوة الإيمان؛ يغلب حبَّها خوفُ القلب من الله، وتعظيم النهي؛ فلذا يشغله خوفه من الله عن التفكير بها.
ونجد أن القرآن له أثرٌ على الصحابة في البَذْل والعطاء؛ فعن أنس بن مالك - رضي الله عنهم – يقول: " كان أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالاً من نخلٍ، وكان أحبّ أمواله إليه بَيْرُحَاءَ، وكانت مستقبلةً المسجد، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يدخلُها، ويشرب من ماءٍ فيها طيبٍ... ". قال أنس: "فلما أُنزلت هذه الآية: ﴿ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ﴾ ؛ قام أبو طلحة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم – فقال: يا رسول الله، إن الله - تبارك وتعالى – يقول: ﴿ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ﴾، وإن أحبَّ أموالي إليَّ بَيْرُحَاءَ، وإنها صدقةٌ لله؛ أرجو بِرَّها وذُخْرَها عند الله؛ فضَعْها يا رسول الله حيث أراكَ الله". قال: "فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((بَخٍ؛ ذلك مالٌ رابحٌ، ذلك مالٌ رابحٌ، وقد سمعتُ ما قلتَ، وإني أرى أن تجعلها في الأقرَبِين))؛ فقال أبو طلحة: أَفْعَلُ يا رسول الله. فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه"؛ رواه البخاري ومسلم.
فعندما نزلت هذه الآية، وسمعها أبو طلحة - رضي الله عنه - بادر إلى العمل بها، وخرج من أحبِّ أمواله إليه.
إخواني:

كم مرة سمعنا هذه الآية تُتْلَى علينا؛ فهل حرَّكَتْ فينا ما حرَّكَتْهُ في أبي طلحة!!؟، أَجيلوا الفكرَ، وتذكَّروا مناسباتنا؛ متى نعطى المحتاجين الأطعمة؟ أليس بعد أن نَزْهَدَ في الأطعمة الباقية، التي لو أُعطينا إياها ما قبلناها!!؟.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ﴾، أفنعطى الفقراء رديء الطعام والشراب والثياب!!؟.
أخي:

عندما تقف بسيارتكَ عند بيتكَ، محملةً بأنواع ما طاب من الطعام والشراب، هل تذكَّرْتَ قولَه تعالى: ﴿ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ﴾؟
يمر بجوارك مسكينٌ ينظِّف أمام بيتكَ، يَرْقُبُكَ في دخولكَ وخروجكَ من بيتكَ، وأنت تَنْقُلُ هذه الأطعمة، هل فكَّرْتَ في إعطائه من طيِّبها، ولو مرةً واحدةً؛ لتكون انتفعْتَ من قوله تعالى: ﴿ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ﴾!!؟.
إخواني:

لعلنا أدركنا سرَّ الفرق بيننا وبين الصحابة - رضي الله عنهم -!؟.
هم يمتثلون القرآن: يقرؤونه بألسنتهم، ويتدبَّرونه بقلوبهم، لديهم الاستعداد لالتزام الأوامر، ونحن دونهم في ذلك!!؟.
﴿ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴾.
فالله يدعونا إلى خشوع القلب لذِكْرِه، وما نزل من كتابه، وينهانا أن نكون: ﴿ كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ﴾.
فربنا يدعونا أن نكون من الذين: ﴿ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا ﴾، ونهانا عن مشابهة أهل الكتاب في قسوة قلوبهم، وقسوة القلوب من ثمرات المعاصي، وقد وصف الله سبحانه اليهود في غير موضعٍ بقسوة القلب: ﴿ فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ﴾.
وقد كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يستعيذ بالله من عدم خشوع القلب؛ فعن زيد بن أَرْقَم، كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يقول: ((اللهمَّ إنِّي أعوذ بكَ من علمٍ لا ينفع، ومن قلبٍ لا يخشع، ومن نفسٍ لا تشبع، ومن دعوةٍ لا يُستجاب لها)رواه مسلمٌ.

فخشوع القلب: قيامُه بين يَدَيِ الربِّ بالخضوع والذُّلِّ، والجمعية عليه، وليس الخشوع في الصلاة فقط؛ بل هو وصفٌ يلازم الخاشِع.
فالخشوع يتضمن معنيَيْن:

أحدهما: التواضع والذُّلُّ، والثاني: السكون والطمأنينة.
وذلك مستلزِمٌ للِين القلب، المنافى للقسوة، فخشوع القلب يتضمن عبوديته لله وطمأنينته، وخشوع الجسد تَبَعٌ لخشوع القلب.
وليس من الخشوع: التماوت في المشي، والإطراق إلى الأرض؛ فقد رأى بعض السلف شبابًا يمشون ويتماوتون في مِشيتهم؛ فقال لأصحابه: مَنْ هؤلاء؟ فقالوا: نُسَّاكٌ. فقال: "كان عمر بن الخطاب إذا مشى أسرع، وإذا قال أَسْمَعَ، وإذا ضرب أَوْجَعَ، وكان هو الناسِكُ حقًّا".
أخي:

كأني بكَ تسأل: كيف أُصْلِحُ ما فَسَدَ؟، كيف أنتفِعُ بالقرآن، ويكون له أثرٌ عليَّ في حياتي!!؟.
أتركُ الإجابةَ على هذا السؤال لعالمٍ ربَّانيٍّ، هو العلامة:" ابن القيِّم" رحمه الله؛ يقول في كتابه الفذ:(الفوائد):

" إذا أردتَ الانتفاعَ بالقرآن؛ فاجمع قلبكَ عند تلاوته وسماعه، وأَلْقِ سمعَكَ، واحضر حضور مَنْ يخاطبه به مَنْ تكلم به سبحانه منه إليه؛ فإنه خطابٌ منه لك على لسان رسوله؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ﴾، وذلك أن تمام التأثير لمَّا كان موقوفًا على مؤثٍّر مقتضٍ، ومَحَلٍّ قابلٍ، وشرطٍ لحصول الأثر، وانتفاء المانع الذي يمنع منه - تضمنت الآيةُ بيانَ ذلك كلِّه بأوجز لفظٍ وأَبْيَنِه وأَدَلِّه على المراد.
فقوله: ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى ﴾ هو: المؤثِّر،.

وقوله: ﴿ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ ﴾ هو: المَحَلُّ القابل، والمراد به: القلب الحي، الذي يَعْقِل عن الله؛ كما قال تعالى: ﴿ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآَنٌ مُبِينٌ * لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا ﴾؛ أي: حي القلب.
وقوله: ﴿ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ ﴾؛ أي: وجَّه سمعه، وأصغى حاسَّة سمعه إلى ما يُقال له، وهذا شرط التأثُّر بالكلام.
وقوله: ﴿ وَهُوَ شَهِيدٌ ﴾؛ أي: شاهد القلب، حاضرٌ غير غائبٍ، فاسْتَمَعَ كتاب الله، وهو شاهد القلب والفَهْم، ليس بغافِلٍ ولا ساهٍ، وهو إشارةٌ إلى المانِع من حصول التأثير، وهو: سهو القلب وغَيْبَته عن تعقُّل ما يُقال له، والنَّظر فيه وتأمُّله، فإذا حصل المؤثِّر – وهو: القرآن - والمحل القابل – وهو: القلب الحي - ووُجِدَ الشَّرط – وهو: الإصغاء - وانتفى المانِع – وهو: اشتغال القلب وذهوله عن معنى الخطاب، وانصرافه عنه إلي شيءٍ آخر - حصل الأثر؛ وهو: الانتفاع والتذكُّر". انتهى كلامه رحمه الله.

اللهم إنَّا نحبُّ صحابة نبيِّك، ولم نعمل بأعمالهم؛ فأَلْحِقْنا بهم.

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.



































ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تـوقـيــعــي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الصحابة والقرآن Image38378






كُل مُبْتَسِم لَآ يَعْنِي أَنَّه سَعِيْد !
و كُل بَشُوش لَآ يَعْنِي أَنَّه قَد خَلَت دِنْيآه مِن الْدُّمُوْع !!
. . . ف حَتَّمَآ هُنَآك " أَقْنِعـه " مَجْبُوْرُوْن عَلَى إِرْتِدآئِهَآ ،

لَآ تَعْنِي ب أَنَّنَآ منَآفقُوُون ،، لآآِآ
فَقَط حَتَّى يُطَلِّق عَلَيْنَآ ( بَشِّر طَّبِيُعُيُّون )
و حَتَّى عَن إنّكِسِآرنَآ لَآ يَعْلَمُوْن !



الصحابة والقرآن Tumblr_lsfidvC1EK1qevr3bo1_500
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
rosyo san roman
:نـــائــبـــة الــمـديــر الـعــــام:
:نـــائــبـــة الــمـديــر الـعــــام:
rosyo san roman


الجنس : : انثى

مشاركــاتـي : : 6314
تاريخ التسجيل : 25/07/2013
العمر: : 32
التقييم : 4768

الصحابة والقرآن 852900350
الصحابة والقرآن F0tiotxjgb28
[/img][/center]

~~~O.o°"SMS "°o.O~~~ : لاالاه الا الله
عدد ماكان
وعدد مايكون
وعدد الحركات والسكون


الصحابة والقرآن Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصحابة والقرآن   الصحابة والقرآن Emptyالأحد أغسطس 28, 2016 2:47 am

الله يجزيك الخير والجنة
تحاياي



































ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تـوقـيــعــي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الصحابة والقرآن 200737224


للَّهُــــــــمّے صَــــــلٌ علَےَ مُحمَّــــــــدْ •°´¯´°• و علَےَ آل مُحمَّــــــــدْ •°´¯´°•كما صَــــــلٌيت علَےَ إِبْرَاهِيمَ •°´¯´° و علَےَ آل إِبْرَاهِيمَ •°´¯´°• وبارك علَےَ مُحمَّــــــــدْ •°´¯´°• و علَے آل مُحمَّــــــــدْ •°´¯´°•كما باركت علَےَ إِبْرَاهِيمَ•°´¯´°• و... علَےَ آل إِبْرَاهِيم•°´¯´°• فى الْعَالَمِين إِنَّك حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ٱنٌـــےـسًےــــة
:الادارة العامة:
:الادارة العامة:
ٱنٌـــےـسًےــــة


الجنس : : انثى

مشاركــاتـي : : 11229
تاريخ التسجيل : 06/06/2013
العمر: : 32
التقييم : 9443

الصحابة والقرآن Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصحابة والقرآن   الصحابة والقرآن Emptyالأحد أغسطس 28, 2016 6:53 am

شكرا لمرورك امونتي



نورتي حبيبتي



































ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تـوقـيــعــي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الصحابة والقرآن Image38378






كُل مُبْتَسِم لَآ يَعْنِي أَنَّه سَعِيْد !
و كُل بَشُوش لَآ يَعْنِي أَنَّه قَد خَلَت دِنْيآه مِن الْدُّمُوْع !!
. . . ف حَتَّمَآ هُنَآك " أَقْنِعـه " مَجْبُوْرُوْن عَلَى إِرْتِدآئِهَآ ،

لَآ تَعْنِي ب أَنَّنَآ منَآفقُوُون ،، لآآِآ
فَقَط حَتَّى يُطَلِّق عَلَيْنَآ ( بَشِّر طَّبِيُعُيُّون )
و حَتَّى عَن إنّكِسِآرنَآ لَآ يَعْلَمُوْن !



الصحابة والقرآن Tumblr_lsfidvC1EK1qevr3bo1_500
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الصحابة والقرآن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  الخلق المباشر بين العلم والقرآن ‏

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى القمر المضيء :: منتدى الإسلام :: القسم الإسلامي-
انتقل الى:  
المواضيع الأخيرة
» شركة مكافحة بق بجدة
الصحابة والقرآن Emptyأمس في 11:56 pm من طرف مها سيد

» ملابس رياضية رجالية في السودان
الصحابة والقرآن Emptyأمس في 12:19 am من طرف مها سيد

» شركة رش مبيدات بجدة
الصحابة والقرآن Emptyالأحد نوفمبر 10, 2024 1:23 am من طرف مها سيد

» شركة تنظيف منازل ابوظبي
الصحابة والقرآن Emptyالسبت نوفمبر 09, 2024 1:09 pm من طرف مها سيد

» اسعار سماعات بلوتوث
الصحابة والقرآن Emptyالخميس نوفمبر 07, 2024 4:26 am من طرف مها سيد

» شركة رش مبيدات بجدة
الصحابة والقرآن Emptyالأربعاء نوفمبر 06, 2024 2:32 am من طرف مها سيد

» أسعار السيارات الصينية في السودان
الصحابة والقرآن Emptyالثلاثاء نوفمبر 05, 2024 3:39 am من طرف مها سيد

» شركة مكافحة ثعابين بجدة
الصحابة والقرآن Emptyالإثنين نوفمبر 04, 2024 2:30 am من طرف مها سيد

» شركة عزل خزانات بمكة
الصحابة والقرآن Emptyالأحد نوفمبر 03, 2024 1:48 am من طرف مها سيد

» شركة رش مبيدات بجدة
الصحابة والقرآن Emptyالخميس أكتوبر 31, 2024 4:40 am من طرف مها سيد

» ماسك للشعر الدهني في السودان
الصحابة والقرآن Emptyالثلاثاء أكتوبر 29, 2024 5:34 am من طرف مها سيد

» ### ثوب ولادي: أناقة وتاريخ عريق
الصحابة والقرآن Emptyالإثنين أكتوبر 28, 2024 7:41 am من طرف rowidaphil

» سماعات جوال
الصحابة والقرآن Emptyالإثنين أكتوبر 28, 2024 4:39 am من طرف مها سيد

» شركة عزل خزانات بالمدينة المنورة
الصحابة والقرآن Emptyالإثنين أكتوبر 28, 2024 3:09 am من طرف مها سيد

» نظارات تخفف من إجهاد العين: الراحة والأداء في عالم العمل الرقمي
الصحابة والقرآن Emptyالأحد أكتوبر 27, 2024 6:44 am من طرف rowidaphil

» شركة مكافحة حشرات بجدة
الصحابة والقرآن Emptyالأحد أكتوبر 27, 2024 3:43 am من طرف مها سيد

» غسيل خزانات بمكة
الصحابة والقرآن Emptyالأحد أكتوبر 27, 2024 2:15 am من طرف مها سيد

» غسيل خزانات بجدة
الصحابة والقرآن Emptyالثلاثاء أكتوبر 22, 2024 2:38 am من طرف مها سيد

» سوق العقار في السودان
الصحابة والقرآن Emptyالثلاثاء أكتوبر 22, 2024 2:09 am من طرف مها سيد

» شركة نظافة خزانات بمكة
الصحابة والقرآن Emptyالأحد أكتوبر 20, 2024 4:43 am من طرف مها سيد

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
مها سيد
الصحابة والقرآن I_vote_rcapالصحابة والقرآن I_voting_barالصحابة والقرآن I_vote_lcap 
أفضل 10 فاتحي مواضيع
ٱنٌـــےـسًےــــة
الصحابة والقرآن I_vote_rcapالصحابة والقرآن I_voting_barالصحابة والقرآن I_vote_lcap 
rosyo san roman
الصحابة والقرآن I_vote_rcapالصحابة والقرآن I_voting_barالصحابة والقرآن I_vote_lcap 
مها سيد
الصحابة والقرآن I_vote_rcapالصحابة والقرآن I_voting_barالصحابة والقرآن I_vote_lcap 
Pяɪиcєss
الصحابة والقرآن I_vote_rcapالصحابة والقرآن I_voting_barالصحابة والقرآن I_vote_lcap 
**سهى**
الصحابة والقرآن I_vote_rcapالصحابة والقرآن I_voting_barالصحابة والقرآن I_vote_lcap 
FaRiDa
الصحابة والقرآن I_vote_rcapالصحابة والقرآن I_voting_barالصحابة والقرآن I_vote_lcap 
القمر المضيء
الصحابة والقرآن I_vote_rcapالصحابة والقرآن I_voting_barالصحابة والقرآن I_vote_lcap 
زهرة البستان
الصحابة والقرآن I_vote_rcapالصحابة والقرآن I_voting_barالصحابة والقرآن I_vote_lcap 
عضو مشاغب
الصحابة والقرآن I_vote_rcapالصحابة والقرآن I_voting_barالصحابة والقرآن I_vote_lcap 
ŠecяeŢ SρiriŢ
الصحابة والقرآن I_vote_rcapالصحابة والقرآن I_voting_barالصحابة والقرآن I_vote_lcap