|
قام العلماء بدراسة النظام العالمي لتغير نسبة الكربون على الكرة الأرضية، وتبين بأن الأرض أشبه بكائن حي له رئة يتنفس بها.. دعونا نسبح الخالق عز وجل....
|
حسب موقع ناشيونال جيوغرافيك فإن أرضنا تحوي 3.1 تريليون شجرة على الأقل.. وكل شجرة تحوي عشرات الآلاف من الأوراق.. مثلاً شجرة البلوط الكبيرة تحوي بحدود نصف مليون ورقة.. والعجيب أن كل ورقة مجهزة بمئات الآلاف من الفتحات المختصة بالتنفس تدعى stomata.. .. حيث تعمل كل فتحة مثل رئة تأخذ غاز الكربون وتطرح غاز الأكسجين..
ولذلك إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الأعشاب والحشائش ومختلف أنواع النبات فنحن أمام عدد هائل يقدر بأكثر من تريليون تريليون فتحة (رئة حية) تعمل معاً على هذا الكوكب بنظام متناسق. حيث تمتص كميات هائلة من غاز الكربون Co2 وطرح كميات هائلة من غاز الأكسجين O2 وبالتالي نحن أمام كوكب يتنفس بالكامل وبنظام دقيق جداً..
صورة بالمجهرالإلكتروني لورقة نباتية وتظهر عليها مئات الفتحات الخاصة بالتنفس، حيث تعمل كل فتحة مثل رئة حقيقية تأخذ غاز الكربون وتطرح غاز الأكسجين وتساهم في التوازن البيئي.. ونتذكر قول الله تعالى: (وَ الْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَ أَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ) [الحجر: 19].
ففي الأشهر الدافئة تنمو الأوراق بنفس الوقت تقريباً وتبدأ بامتصاص غاز الكربون وطرح الأكسجين.. ثم في الأشهر الباردة تزداد نسبة غاز الكربون.... وهكذا وفق دورة سنوية محكمة ومنظمة، أي أن تريليونات الأشجار تعمل وفق نظام عالمي ثابت... لولا هذا النظام لما استمرت الحياة على الأرض..
لولا وجود البحار على الأرض وبهذه النسبة تماماً لما كانت الأرض على ما تبدو عليه الآن.. فالبحار ضرورية جداً لنشوء واستمرار الحياة، والبحار تساهم في تنقية الجو والحفاظ على التوازن البيئي من خلال دورة الكربون.. البحار مهمة في نزول المطر اللازم للنبات.. ومهمة للحفاظ على الغلاف الجوي.. ومهمة للكائنات الحية.. وبالتالي لا يمكن الاعتقاد بأن هذه البحار نشأت نتيجة عمليات تطور عشوائية لقشرة الأرض!!
كما وجد العلماء أن هذا النظام العالمي لتنفس الأرض تشارك فيه البحار والكائنات الحية الأخرى.. حيث وجدوا أن دورة المطر أو ما يسمى دورة الماء، تساهم بشكل كبير في صيانة جو الأرض والمحافظة على التوازن البيئي.. وهذه الدورة المائية تعمل مع النباتات والمحيطات وبقية الكائنات الحية في نظام متناغم ومتكامل... فلا بد من وجود من يشرف على هذا النظام.. ولا يمكن أن تجري الأمور هكذا بصورة عشوائية..
هناك دورة محكمة للطقس تتكرر كل عام، ولولا هذه الدورة لم تستمر الحياة على الأرض.. ففصل الشتاء مهم جداً لنزول المطر مما يؤمن الغذاء اللازم للنبات، كذلك شهر الصيف والربيع مهمان لنمو النبات وطرح كميات كبيرة من الأكسجين للجو من قبل النبات، وكذلك شهر الخريف مهم لنمو البذور في التربة... إذاً لولا هذه الفصول الأربعة ما نشأت الحياة على الأرض ولا استمرت.. وبالتالي يجب الاعتراف بأن هناك نظاماً صارماً يُدار من قبل حكيم عليم سبحانه وتعالى.
يمكن القول أحبتي في الله، لا يوجد إنسان عاقل يمكن أن يعتقد أن مثل هذا النظام المعقد قد جاء نتيجة عمليات عشوائية.. ولا يمكن لإنسان عاقل أن يتصور بأن هذا العدد الهائل من الأوراق التي تعمل معاً بنظام واحد متكامل.. أن يكون قد جاء نتيجة التطور المزعوم.. بل إن المنطق العلمي يفرض بأن هذا النظام وُجد بشكل مفاجئ ودفعة واحدة .. ولكن لماذا؟
إن الغطاء النباتي على الأرض يحتاج لنسبة محددة من الأكسجين وغاز الكربون ليتمكن من العمل بكفاءة عالية كما نراه اليوم، وبالتالي فإن وجود عدد قليل من الأشجار على الأرض لا يمكن أن يعمل إلا إذا كانت نسبة الأكسجين والكربون هي ذاتها... إن نظرية التطور تفترض أن النبات نشأ على الأرض في مكان محدد ثم تكاثر حتى غطى الأرض عبر ملايين السنين.. ولكن هذا هذا يمكن أن يحدث بالفعل؟
إن نشوء الأشجار يحتاج لنسبة كربون محددة في الجو، وإذا زادت عن ذلك سوف تختنق الأشجار.. وإذا زادت نسبة الأكسجين سوف تموت الأشجار أيضاً لوجود خلل في عملية التنفس.. وبالتالي فإن هذا الغطاء النباتي خُلق عندما كانت الأرض مجهزة بالتربة المناسبة والهواء المناسب وكل النسب الأخرى مناسبة مثل درجة الحرارة والضغط الجوي ونسبة الرطوبة...
قال تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ مِمَّا لَا يَعْلَمُونَ) [يس: 36]. وقال أيضاً متحدثاً عن الأرض في بداية خلقها: (وَ قَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا) [فصلت: 10]. فالله تعالى يجهز البيئة المناسبة قبل أن يخلق المخلوقات.. ولكن من يعتقد بالتطور يظن العكس!!
فهم يقولون إن الكائنات تتأقلم مع البيئة.. وكأن الطبيعة هي الأساس والمخلوقات جاءت نتيجة مصادفات.. والبيئة ثابتة، مع العلم أن الله تعالى يؤكد في كثير من آيات كتابه الكريم أنه جهّز الأرض أولاً بشكل يناسب ما سيتم خلقه.. ثم خلق المخلوقات.. تماماً مثل أحدنا عندما يجهز شقّة أولاً بما يحتاجه من أثاث ثم يسكن فيها ليجد راحته..
قال تعالى: (وَ الَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى) [الأعلى: 3]... وقال أيضاً: (وَ خَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا) [الفرقان: 2]. فكل شيء له نظام مقدر محسوب..
إن دراسة الكون من دون الاعتراف بالخالق خطيئة كبرى.. ولن يصل العلماء إلى الحقيقة ماداموا ينكرون الخالق تبارك وتعالى، ولذلك ينبغي أن ندرس هذا الكون بما فيه من أرض وكائنات ومجرات.. بحيث نعتقد أولاً أن الله تعالى هو الذي خلق الكون ونظمه وقدره تقديراً.. وبالتالي سوف نصل إلى الحقيقة الكاملة.
قال تعالى: (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ * أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ * أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ) [الطور: 35-37].