واشنطن/ كلما بكر الأهل في تزويد أبنائهم بالعلم والمعرفة كلما كان لدى الأبناء القدرة الفكرية والعقلية على استيعاب ما يتلقونه من معارف وعلوم جديدة, وهذا بالضبط ما أثبتته دراسة علمية حديثة, أكدت نتائجها أن تعليم الأطفال لغة ثانية إلى جانب اللغة الأم يحفز طاقاتهم الذهنية ويعزز من قدراتهم العقلية.
رغم أن الاعتقاد السائد حيال تعلم الأطفال لغة ثانية خلال مرحلة الطفولة بأنه يمكن أن يؤثر سلباً على اكتساب الطفل المهارات الضرورية لإتقان اللغة الأم, ولكن العكس هو الصحيح تماماً, حيث أظهر عدد من الدراسات الحديثة أن تعلم الطفل لغة ثانية قبل سن الخامسة يزيد من قدرات المخ البشري والتطور التعليمي واللغوي في جميع المجالات.
ويعتبر تعليم الطفل لغة ثانية بمثابة هدية رائعة تقدم إليه, لما في ذلك من فوائد عديدة تعود على الطفل في أكثر من مجال, فذلك يقدم للطفل منفعة في الجانب الفكري والإدراكي, هذا إلى جانب المنافع الاجتماعية والاقتصادية.
واستطاعت هذه الدراسة أن توضح كيفية تخزين الدماغ للمعلومات اللغوية, حيث أن المخ البشري يتغير بعد تعلم لغة ثانية, كما أن التطور يكون كبير في جزء المخ المسئول عن اللغات الأجنبية لدى الأشخاص الذين يبدؤون في تعلم لغة أجنبية قبل سن الخامسة.
وعندما يقوم الشخص بتعلم لغة ثانية فذلك يؤدي إلى تغيير في المادة السنجابية الموجودة في مخ الإنسان, وهي المادة التي تبني وتقوي القدرات الدماغية كما تبني التمرينات الرياضية جسم الإنسان, ولقد تم إجراء مسح لأدمغة 25شخصاً لا يتحدثون لغة ثانية, و25 شخصاً تعلموا لغة ثانية قبل سن الخامسة, و 33شخصاً تعلموا لغة ثانية بين سن الـ10 سنوات والـ 15سنة.
فأظهرت نتائج المسح أن كثافة المادة السنجابية في القشرة الجدارية السفلى اليسرى من المخ كانت أكبر لدى