منتدى القمر المضيء
حياك الله لقد سعدنا بقدومك الينا وسنسعد اكثر بتسجيلك بالمنتدى
حتى تفيدنا وتستفيد وتجد كل ماهو مفيد 
وان تقضي اجمل الاوقات معنا
فمرحبا بك

في انتظار تسجيلك ومشاركاتك الجميلة ;لا تبخل علينا
منتدى القمر المضيء
حياك الله لقد سعدنا بقدومك الينا وسنسعد اكثر بتسجيلك بالمنتدى
حتى تفيدنا وتستفيد وتجد كل ماهو مفيد 
وان تقضي اجمل الاوقات معنا
فمرحبا بك

في انتظار تسجيلك ومشاركاتك الجميلة ;لا تبخل علينا
منتدى القمر المضيء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى القمر المضيء

منتدى القمر المضيء
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب)

اذهب الى الأسفل 
+3
نرجس الجزائرية
ٱنٌـــےـسًےــــة
FaRiDa
7 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
FaRiDa

مـسـتـشـارة اداريــة


مـسـتـشـارة اداريــة
FaRiDa


الجنس : : انثى

مشاركــاتـي : : 1345
تاريخ التسجيل : 06/06/2013
العمر: : 37
التقييم : 1206

السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) Empty
مُساهمةموضوع: السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب)   السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) Emptyالثلاثاء مارس 11, 2014 5:44 am

السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) A7lashare-f2ff24cd83


السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) A7lashare-c62fa282ec

كان يما كان يا سادة يا كرام 

ولا يحلى الكلام الا بذكر النبى عليه الصلاة والسلام


السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) A7lashare-789cd28459

السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) A7lashare-c62fa282ec

قصة أبوزيد الهلالي كامله (24 جزء )

السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) A7lashare-c62fa282ec

وان شاء الله سوف اقوم بتحميل السيرة الهلالية بصوت الابنودى 



الجزء الأول

السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) A7lashare-ce07223140

قصة مغامس مع شاه الريم

السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) A7lashare-ce07223140

كانت بلاد نجد من اخصب بلاد العرب،كثيرة المياه والغدران و السهول و الوديان حتى كانت تذكرها شعراء الزمان بالاشعار الحسان وتفضلها على غيرها نظرا لحسن هواها.وما زالت على رونقها حتى تغير قطرها واضمحل وعمت البلاد المجاعة من جميع الجهات وشتدت على بني هلال،فأجتمعت المشايخ والشباب وقصدوا مضارب الامير حسن بن سرحان فدخلوا وسلموا عليه وقالوا له اعلم يا ملك الزمان بأن الجوع قد اشتد وانقطعت الماكولات من نجد،فان لم نتدارك الامر في الحال انقرضت جميع بني هلال وفقدت المواشي و الاموال.

فلما سمع حسن هذا الخطاب استعضم المصاب،وكان عنده جماعة من السادات الامجاد،والفرسان الصناديد، منهم البطل الهمام ابو زيد فارس الصدام، و الامير دياب ابن غانم البطل المقام،و القاضي بدر بن فايد السيد الماجد،فاخدوا يتذاكرون في هذا الشان نحو ساعة من الزمان فاستقر رايهم على الرحيل من تلك الديار قبل حلول الدمار،ثم قال الامير حسن لاكابر القوم نقوما بنا نتخفي ونتفقد احوال القبيلة في هذا اليوم،فتنكروا في الحال حتى لا يعرفهم احد وركبوا ظهور الجمال وطافوا في المضارب والخيام مدة ثلاثة ايام حتي دارو على القبيلة ولم يجدوا من يدعوهم الى ضيافته لانه لم يكن عند احد عشا ليلة، واتفق انهم في اليوم الرابع اشرفا على سهل وفيه مضارب وخيام وحواشي وخدام كبير شهير اسمه مفرج بن نصير، وكان وافقا عند الابواب وهو في حالة الذل و الاضظراب وعيناه تذرفان الدموع من شدة الجوع، فحيوه بالسلام ووقروه بالكلام،وقالوا له يا ايها السيد اتقبل ضيوفا قد قصدوك من ابع اقليم من اكبر سادات العشيرة وافضالك بين الناس معروفة شهيرة،فخجل من حديثهم وكلامهم ولم يجد بدا من اكرامهم، فقال اهلا وسهلا بالضيوف فشرفوا محلكم فنزلوا عن ظهور الجمال ودخلوا الى خيامه وكان لمفرج زوجة يقال لها مي، فقال لها اذهبي الان واقصدي بيت ابيك شيبان،لعلك تجدين شيئا من انواع الطعام تاتين به الى ضيوفنا الكرام، لانهم قصدونا دون باقي العربان من ابعد مكان.

فلما سارت الى بيت ابيها وطلبت منه شيئا من الطعام، قال و الله يا ابنتي ما دخل بيتنا طعام من ثلاثة شهور،واني خجلان من منك فاعذريني بالقصور، فلما سمعت كلامه رجعت في الحال واعمت زوجها بذلك المقال وانشدت شعرا اعلمت فيه الى زوجها ان يبع ابنتهما ليعتري الضيوف.

فلما فرغت من شعرها قال لها زوجها نعم الراي و التدبير، فقومي الان اصلحي من شانها والبسيها ثياب الحرير،حتى ادور في الفبيلة جميعها وادلل عليها وابيعها، فقامت والبستتها احسن ثياب وعطرتها بافخر الاطاياب،فتعجب الامير حسن وابو زيد ودياب وقالوا هذا الامر غريب وحادث عجيب، ولكنهم صبروا حتى ينظروا ماذا يجري. واما الامير مفرج فانه نهض في الحال وطاف بابنته انحاء بني هلال وهو ينادي ويقول: يا اهل الفضل والمعروف من يشتري ابنتي الثريا بعشاء اريعة ضيوف وكان كل من ينضر اليها ويتامل فيها يتحسر على جمالها وحسن معانيها ويقول،اذا اشتريناها ماذا نطعمها ونسقيها،ولما لم يجد ابوها من يشتريها ارجعها الى المضارب،فقالت زوجته علامك ما بعنها يا امير،فقال لم اجد من يشترريها مني لا بقليل ولا بكثير نفقالت له اذهب بها الى الامير حسن امير القبيلة فانه يشتريها منك ولو بعشاء ليلة،فاخذها وسار فعند ذلك خرج الامير حسن من المضارب وسبقه وسار الى صيوانه بدون ان يراه احد من اهل الامير مفرج،واما الامير مفرج وابنته لما دخل سلم عليه وقبل يديه وانشد يقول:

السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) A7lashare-ce07223140

يقول الفتي المدعـو امير مفرج 
ولي قلب موجوع وزاد افكار
ايامير اتانا ضيةف جازوا محلـنا 
وداروا هلال كبارها مع صغار
وما عـندنا بالبـيت شي نقـيهم 
ولا مرتـع للدود و الاطـيار
اخذت الى ابنتي ودرت نجوعهـم 
ودرت ميامينها ودرت يســار
فلم اجـد مـنهم مـن يشتريـها 
واضيافي قد تـركتهـم بالـدار
يا امير ساعدني واجبر بخاطري 
يجيرك الهي من عـذاب النـار
وخـذ بنتـي واكسـب الـثنـا 
وجد لـي بمال يزيل عنا العـار

السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) A7lashare-ce07223140

فلما فرغ الامير مفرج من الشعر و النظام، طيب الامير حسن خاطره واحترمه غاية الاحترام ثم امر له بقنطار من الطحين وان يرجع بابنته الى خيمته فشكره على ذلك الاحسان ورجع بالصبية وهو فرحان، ولما ابتعد وغاب عن المضارب والقباب،نهض الامير حسن بالعجل وتزيا بزيه الاول وركب مطيه وسار الاى بيت مفرج فوصل قبله، واعلم الامير ابو زيد بما فعله، ولما وصل مفرج اعلم زوجته بما ناله من الانعام وبلوغ القصد و المرام،ثم قال لها قومي الان وضعي العشاء حتى تأكل ضيوفنا وتتعشى،فبادرت في الحال وعجنت وخبزت وقدم مفرج خلزا الى الضيوف بدون ادام. وقال لفضلوا وكلوا ولا تواخذونا بالقصور فاني والله معذور، فقال ابو زيد: لو جلست معنا، كنا في غنا من هذا التعب والعناء، لانه يوجد معي من الزاد ما يسد به رمق الفواد. ثم مد يده الى الخرج وافرغه على سفرت الطعام، فشكره مفلرج على ذلك الاهتمام وجلس معهم يباسطهم بالكلام ثم تركهم ورجع الى فراشه ونام، وهم ناموا الى طلوع النهار فركبوا مطايهم وقصدوا جوانب الفقار.

ولما اقتربوا من وادي سلامة سمعوا صياحا وضجيجا مثل يوم القيامة فتقدموا على الاثر ليكشفوا حقيقة الخبر ولما ساروا في ذلك المكان وجدوا جمهورا من الرجال والشبان والنساء والصبيان يصيحون من قلب وجوع من شدة الجوع فتقدم الامير حسن اليهم وقد اشفق عليهم فطيب خاطرهم بالكلام وفرق عليهم جوائز الانعام ثم سارو الى المضاب والخيام واستدعي اليه سادات القبيلة و اكابر الجماعة وجعلوا يتفاوضون في امر المجاعة، فاتفق رايهم بوجه الاجمال على ان يرحلوا من تلك الاطلال بالاهل و العيال،وان يذهب ابو زيد الى بلاد الغرب وتلك الديار فيجس الاحوال، ويأتيهم بحقيقة الاخبار، ثم يرحلون بأولادهم واثقالهم الى تلك الاقطارفقال ابو زيد للأمير حسن، لا يخفاك أطال الله عمرك وأبقاك، أن المسافة، بعيدة طويلة فيلزم أاان يكون معي جماعة من ساادات القبيلة، فقال دياب هذا الامر من اسهل الامور فخذ معك من تريد من الجمهور فقال ابو زيد متى طلع النهار يوفق الله من يشاء ويختار ثم عاد الى الخيام في قلق و اهتمام فقامت له زوجته على الاقدام وقالت له بكلام الدلال مالي اراك منقبض الوجه يا ابا الابطال،فاعلمها بوافعة الحال وكيف اتفق رايهم على ارساله لتونس ولا يوجد من يعتمد عليه لياخذه على سبيل المعاونة و المؤانسة، واني قد رهنت لساني مع القوم على ان اذهب ثاني يوم فقالت له ارشدك على حيلة تتخلص بها من هذه السفرة الطويلة، وهو انك عند الصباح تدخل على الامير حسن وسادات القبيلة وتقول بانك مستعد ان تذهب الى تونس بشرط ان يرسلوا معك مرعي ويحيي ويونس، فأنهم من ابناء الاعيان ولا تسمح بهم اهلهم ان يتغربوا عن الاوطان، وبهذه الوسيلة يكون عذرك واضحا عند سادات القبيلة، فاستصوب منها هذا الكلام وفي ثاني الايام ذهب الى عند الامير حسن فالتقاه بالاكرام وقال، هل استعديت على الرحيل فقال انني في غاية الاستعداد للذهاب الى تلك البلاد ن غير اني اريد ان يكون معي رفقاء و اصحاب من سادات الاعراب لان المسافة بعيدة ومشقات الطريق شديدة، فقال الامير حسن خذ معك من تريد من الفرسان الصناديد فقال، اريد ان اخذ معي يونس و يحيي و مرعي لانهم يعاونونني في الطريق عند كل شدة وضيق، وبهم يحصل النجاح و التوفيق واعود اليكم سريعا بلا تعويق ن فاستعضم الامير حسن هذا الطلب خوفا عليهم من العطب، وكان يظن بان ابا زيد يطلب غيرهم من فرسان العرب، و لكنه سمح له اخيرا بعد ان حدثهم بذلك الخبر، و في اليوم الثالث تجهزوا للسفر و ركب الامير حسن بن سرحان في سادات القبيلة و اكابر الاعيان وساروا لوداعهم مدة ثلاثة ايام على التمام، ولما عزموا على الرجوع الى الاطلال و الربوع بكوا من فؤاد متبول و اشار ابو زيد يقول:

السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) A7lashare-ce07223140

يقول ابو زيد الهلالي سلامة 
ونيران قلبي زايدت اللهايب 
وعيني من كثر البكا قل شوفها 
جري دمعها فوق خدي سكايب
اسمع كلامي يا امير ابو على 
وكن لقولي فاهما ثم حاسب 
غدونا بعون الله جل جلاله 
نرود دروب الغرب يم المغارب 
وفي صحبيتي مرعي ويحيي ويونس 
من اجلهم ذا النجع باكي وناحيب 
وعليا عيوني يا عرب في حيكم 
و صبرا وريا طويلات الذوايب 
يا ابو على بالك عليهم من العدا 
اذا هاجت الفرسان بين المضارب
اودعتكم لله ربي وخالقي 
ومن يلتجي لله ما راح خايب 

السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) A7lashare-ce07223140

فلما فرغ ابو زيد من شعره ونظامه، وفهم الامير حسن وباقي الامراء معاني كلامه، تقدم حسن امام قواده وجعل يوصي ابو زيد بالاولاد ثم بكي وقال:

السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) A7lashare-ce07223140

يقول الفتي حسن الهلالي ابو على 
دمعي جري فقوق خدي سكايب
ونيران قلبي كلما اقول تنطفي 
يزبد لها بين الضلوع لهايب 
لفرقة مرعي صار قلبي ذائبا 
اصبحت كالسكران للخمر شارب 
ويحيي ويونس نور عيني وضوها 
على بعدهم دمعات عيني سكايب 
فارقتهم ما كان قصدي فراقهم 
ولكن احوجتني لذاك مطالب 
ايا هل تري مرعي اراه بناظري 
وتزول ايام العنا والمتاعب
ايا دهر يا غدار ما لك غدرتني 
ففارقت خلاني وكل الحبايب
اودعتكم لله ربي وخالقي 
ومن اودع الرحمن ما راح خايب 
اوصيكم المزح لا تمزحونه 
فانه باكثر الاوقات غير صائب 
واذا اردتم تدخلون مدينه 
فيونس تراه يشتري ويحاسب 
واذا جادلتم عالما بطريقكم 
فمرعي على ذاك الجدال يجاوب 
وابقوا ليحيي حارسا لجمالكم 
فانه سيحميها من الاغارب 
ومن يم عليا منور عيني ومهجتي 
وصبرا وريا اعز كل الحبايب
هذي وصايا احفظوها جميعا 
فان كلامي كله قول صائب 
وهذه مقالات الامير ابو على 
فقلبي ذاب من هول المصائب 

السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) A7lashare-ce07223140

فلما فرغ الامير حسن من هذا الشعر و النظام، بكى كل من كان حاضر ثم تقدمت امراته الست نافلة، اخت الامير دياب وهي في بكاء و انتحاب وجعلت توصي الامير ابو زيد بولدها مرعي وتقول:
السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) A7lashare-ce07223140

تقول فتاة الحي نافلة النسا 
بكيت على الفرقا وما قد جرا لها 
ابوزيد لا تترك لمرعي وحده 
فان غاب مرعي غاب عقلي وزالها 
وحافظ عليه في الصباح وفي المسا 
وداريه من الاخطار وامنع وبالها 
فكم يوما من نجد لبلاد تونس 
فاعلمني حتي اعد ليالها 
فيا ليت نجد ارضها ما امحلت 
و لا راح مرعي للمغارب جالها 

السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) A7lashare-ce07223140

فلما فرغت الاميرة نفالة من كلامها، تقدم الامراء فودعوهم ثم رجعوا الى بلادهم وسار الامير ابو زيد يقطع البراري و الفقار و يوصل سير الليل بسير النهار، قاصدا ولتك الديار، واما الامير حسن فانه قال مرادي اكتب تاريخ هذه الزيارة حتي تبقي ذكررا للجميع، فاستدعي الامير زيد بن مانع وكان كاتم اسراره وكاتب الوقائع فلما حضر امره بتسجيل بعض الابيات.

يتبع



































ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تـوقـيــعــي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) Tumblr_md78tt9XA11rcw3uqo1_400
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
FaRiDa

مـسـتـشـارة اداريــة


مـسـتـشـارة اداريــة
FaRiDa


الجنس : : انثى

مشاركــاتـي : : 1345
تاريخ التسجيل : 06/06/2013
العمر: : 37
التقييم : 1206

السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) Empty
مُساهمةموضوع: رد: السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب)   السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) Emptyالثلاثاء مارس 11, 2014 5:46 am

فلم انتهي الامير حسن من هذه الابيات و سمعها السادات الكرام استحسنوها غاية الاستحسان، وسجلها زيد بن مانع في الديوان لتبقى لهم ذكري في طول الزمان، وكانت جميع النساء والبنات و الامراء و السادات تدعة لرب السماوات في اكثر الاوقات وتطلب منه نجاح ابة زيد في تونس ورجوعه سالما مع مرعي ويخيي ويونس، هذا ما كان من امر القبيلة و الامير حسن. واما ما كان من ابو زيد فانه بعد رحيله من الوطن مازال مجا في المسير حتي اشرف على بلاد حزوة و النير، وهي بلاد كثيرة الخيرات واسعة الاراضى والجهات وكان الحاكم عليها في ذلك الزمان ملك عظيم الشان صاحب ابطال وفرسان اسمه الدبيسي بن مزيد، فقصده ابو زيد وسلم عليه وتمثل بين يديه ووقف مرعي ويحيي ويونس حوليه، فقال ابو زيد اطال الله عمرك و رفع مقامك فانك وحيد العصر و اولى بالمديح والشكر، فلما سمع منه هذا الكلام قال له من أي بلاد انت. قال نحن شعراء حجازية نقصد الامراء الاجاويد ونمدح الملوك الاماجيد فناخذ عطاهم وننقل ثناهم، فقصدناك الان لنمدحك دون غيركم ونشكر فضلك وجزيل خيرك، لاننا سمنعا بجودك وكرمك ومن التفاق الغريب و الامر العجيب اننا مررنا على نجد وتلك الاوطان، مدحنا اميرها حسن بن سرحان فاجازنا بالجوائز السنية وخلع علينا الخلع الملوكية، وتلك البلاد الان في غلية الضيق من شدة المحن وعدم وجود القوت و الدقيق، ثم ان ابو زيد بعد هذا الخطاب عدل الرباب واشار يمدح الدبيسي ويعلمه عن احوال نجد بانشاد الوان القصيد.

قال الراوي فلما سمع الدبسيي منهم الشعر و النضام اكرمهم غاية الاكرام، وقال لهم مرحبا يا وجوه العرب ثم انزلهم في احسن الخيام و اقاموا عنده عشرة ايام، وكان ابو زيد في هذه المدة قد عرف احوال البلاد و وما فيها من عساكر واجناد، وميز مراكزها وجميع ضواحيها وبعد ذلك ودع الدبيسي ورحل من ذلك البلد وهو قاصد بلاد المغارب، وقد جدوا بالمسير و سابقوا بجنودهم الطير وما زالوا يقطعون البراري و الاجام مدة تسعة ايام، وكانوا يستريحون بالنهار ويقطعون الفلاو تحت ظلام الاعتكار، حتى وصلوا الى بلاد العمق وهي بلاد الامير مغامس، وكان دخولهم في الليل الدامس، ولما اقتربوا من الابيات سمعوا اصوات المولدات ودق طبول وزمور تدل على فرح وسرور، فقال ابو زيد لاصحابه ابشروا بالخير فان اهل الخير مشغولون بعرس لهم ومن الصواب ان نقصدهم ونصرف هذا اليوم عندهم( قال الراوي وكان السبب في ذلك انه كان اخاني اميران من اكابر الاعيان اسم الواحد عامر و الثاني ابو الجود و كان للامير عامر ولد اسمه مغامس جميل المنظر وكان لابي الجود بنت اسمها شاة الريم وكانت في الحسن على جانب عظيم، فأتفق ابو الجود على اب يجوزها لمغامس ابن اخيه لانه يحبه وهكذا تم الاتفاق و صار تقديم المهر و الصداق، وكان لهاذين الاميريين عدو من ملوك العربان يقال له نبهان، فغار بجنوده ذات يوم على هولاء، فالتقاه ابو الجود و الامير عامر بالابطال و العساكر وجرت بينهم حروب تشيب رؤوس الاطفال، انجرح فيها الامير عامر وقتل ابو الجود وكان للامير عامر عبد من الشجعان الصناديد يقال له سعيد كان يرعى الجمال بين الروابى و التلال، فلما راي تلك الخال وما خصل بمولاه من الوبال، ركب ظهر الحصان وهجم على نبهان وتبعته الابطال و الفرسان، بقلوب اقوي من الصوان ولم يكن غير ساعة من الزمان حتي طعنه بالمح بين بزيه، فالقاه على الارض يتخبط بعضه ببعض ثم انصب على جيش الاعداء فهزمه في تلك البيداء و بعد ذلك رجع الى القبيله بغائم جزيله فالتقته النساء بالنشائد و المدح الرائد وشكرته الرجال على تلك القتال و اكرموه غاية الاكرام، وفي اليوم الثالث اشتد على الامير عامر الالم حتى صار في حال العدم، فاستقر رايه على ان يقيم عبد سعيدا مكانه لبينما يكبر ابنه مغامس ويرتفع بين الناس قدره وشانه، فجمع اكابر الديوان وقواد الفرسان واعلمهم بذلك الشان ثم احضر سعيدا وقال له بحضور السادات الاماجيد، اعلم ايها الفارس الصنديد، اني قد اقمتك مكاني كلكا على هذه الاقليم بينما يكبر ابني مغامس فتزوجه بابنته عمه شاه الريم ويصير هو الامير وتكون انت له من جمله الوزراء و الاعيان.( قال الراوي) فلما انتهى عامر من كلامه بكى كل من كان حضرا من السادات الكرام وقال سعيد لمولاه سافعل ما امرت به اني عبدك وفي نعمتك قد انتشيت وكبرت ثم تفرقت العرب الى المضارب و الخيام وبعد ثلاثة ايام شرب كاس الحمام فغسلوه ودفنوه بالوقار و الاحترام، وبكي عليه الخاص و العام. وفي اليوم الثاني جلس سعبد على الكرسي مكان مولاه الامير عامر واطاعته الاكابر والاصاغر، فمان يحكم في القبيلة ويفعل ما يريد ولا يعترضه احد حتى تمكن غاية التمكين وصار من جملة الملوك المعظمين، فلما اشتهر امره وانتشر بين الناس ذكره داحله الطمع على اختلاس المملكة والقاء ابن مولاه مغامس في مهاوي التهلكة، فجمع الاعيان والابطال وقال لهم على رؤوس الاشهاد اعلموا ايها السادة الامجاد اني صممت الان على طرد مغامس من الاوطان وارساله الى ابعد مكان، فلا عدتم من الان تساعدوه وتعاملوه بشيء مهما كان، وكل من خالف ولم يمتثل لاحكامي قطعت راسه وخمدت انفاسه، فماذا تقولون: فقالوا سمعا والف طاعة فما عدنا نعامله ولا نتكلم معه من هذه الساعة، لانك انت ملكنا وميرنا وحامي بلادنا واوطاننا فبينما هم في الحديث والكلام واذا بالامير مغامس قد دخل عليهم فحياهم فلم يجسر احد ان يرد الجواب خوفا من القصاص والعقاب، فتاثر من ذلك الامر واحترق قلبه بلهيب الجمر، وعلم ان العبد مراده يمتلك على القبيلة بالقوة الجبرية فارتد رالجعا على الاثر واعلم امه بذلك الخبر ثم بكى وتنهد وانشد شعرا.

(فقال الراوي) فلما انتهى مغامس من شعره ومقاله ورثت امه لحاله وقالت اني خائفة من غدر هذا العبد فانه نكر الجميل والمعروف، وبادانا بالشر بعدما كان راعي جمالنا وعبدنا وخادمنا، فلما انتهت من هذا الكلام حتى اقبل عليها بعض الخدام يخبرها ان تذهب بابنها من تلك الديار، وقد ارسل اليك هذه الناقة الجربانة وهذه الشاة في سبيل الاحسان والصدقة فاذهبي في الحال قبل حلول الوبال فبكت ام مغامس من هذا الكلام، وتذكرت ايام زوجها وما اكنت فيه من العز والانعام وعلو الجاه ورفعة المقام، ولكنها اجابت بالسمع والطاعة ورحلت بابنها، وفي الطريق نصبا خيمة من القش واغصان الشجر لتقيهما من حرارة الشمس وضوء القمر، وجلسا في ذلك المكام تحت مشئية الرحمن(قال الراوي) هذا ما كان من امرهما واما سعيد العبد الخائن اللئيم فانه قد ارسل يطلب شاة الريم واامر امها ان تجهزها تلك الليلة وتصلح حالها حتى يدخل بها، فلما سمعت شاة الريم ذلك الكلام كان عليه اشد من ضرب الحسام، وجعلت تبكي مع امها على مغامس ابن عمها، لانها كانت تحبه ولما زاد عليها الحال انشدت تقولمن فؤاد متبول:

السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) A7lashare-ce07223140

تقول شاة الريم من قلب حزين 
ودمع عيني فوق وجناتي غزير 
من بعد ابي وعمي قبله 
صار راعينا على راس السرير 
يارب سعيد العبد اعدمه الحياه 
و اكتب نصيبي في مغامس يانصير 

السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) A7lashare-ce07223140

فلما انتهت من كلامها وفهمت امها فحوي شعرها ونضامها قالت لها، اعلمي يا بنت ان الصب مفتاح الفرج ولا بد ان نجد لهذا الضيق من مجرج، فاصبري على حكم الله وعلى قدره وقضاه، بان هذا العبد سعيد جبار عنيد وشيطان مريد، و قد ذلت له الفرسان الصناديد وابن عمك مغامس فقير الحال ليس له مال و رجال، وان خالفنا له امر اخذك غصبيا و قهرا، فمن الواجب ان نسمع كلامه ونمتثل اوامره واحكامه، فلما سمعت شاة الريم من امها هذا الكلام صبرت على احكام رب الانام، وكان العبد سيعيد قد صنع في تلك الليله وليمه لها قدرا وقيمة، جمع فيها بعض الاعيان واكابر الديوان، فدقت الطبول ونفخت الزمور وقام في القبيلة الفرحة والسرور، ودقت المولدات بالدفوف ولعبت الفرسان بالرماح والسيوف، فلما سمع مغامس اصوات الطبول وصهيل الخيول قصد الحي تحت ظلام الليل، فعندما وقف على خقيقة الخبر، طار من عينيه الشررؤ من شدة الوجد و الغرام وزواج ابنه عمه بدر التمام بذلك العبد ابن اللئام، فرجع واعلم امه بذلك فبكت شفقة عليه وجعلت تتلطف بخاطره وتقول، الله كريم فلا بد ان تكون من نصيبك شاة الريم، وكان في هذه اللحظة مرور ابو زيد ومن معه فسمع قولهما وبكائهما فنزل اليهما يستفهم عن سبب بكائهما فاعلامه بما جرى من العبد سعيد، فقال في سره لابد ان انصرهما وجلس عندهما فقام مغامس وذبح ناقته التي ليس له غيرها وقدمها لهم فاكلوا وشربوا و اخذ ابو زيد يغني على الرباب وكان راع لسعيد العبد مارا من هناك، فسمع غناء ابو زيد عند مغامس وامه، فذهب واخبر العبد سعيد بما راه، وهذا ارسل في طلبهم فحظروا الى العبد سعيد، فوجدوا عنده جماعة من السادات والاماجيد، وهو متكيء على طهره كانه فحل جاموس ومنتظر قدوم العروس، فسلم ابو زيد عليه ولا اكترث بكلامه، ولكنه قال لهم كيف تكونون من شعراء العرب واصحاب الفضل والادب وتتركون زيارة الامير وتقصدون عجوزا لا قدر لها ولا شأن، فقال ابو زيد اطال الله عمرك وزاد في مقامك وقدرك اننا ما اتينا الى هذه القبيلة الا لنمدح جنابك ونتشرف بساحة اعتابك غير ان وصولنا كان في الظلام وكنا نريد ان نزور حضرتك في ثاني الايام، الى ان ارسلت في طلبنا مع الغلمان، فحضرنا حالا لامرك العالي فلا زالت ايامك في فرح وسرور وافراح مدى الايام والليالي، فلما انتهى ابو زيد من مقاله جلس على يمينه وجلس مرعي يحيى ويونس على شماله، وكان عند جلوسه القى ساعده على فخذ سعيد، بقوة وعزم شديد، فتالم سعيد من تلك الحركة وقال: لا مرحبا بك ولا حلت علينا البركة، قاتل الله اباك وامك فما اثقل دمك، فقال ابو زيد لا تؤاخذنا كثر الله خيرك ومعروفك ثم انشد هذه الابيات:

السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) A7lashare-ce07223140

يليه غداً الجزء (2) من تغريبة بني هلال

السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) A7lashare-ce07223140



































ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تـوقـيــعــي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) Tumblr_md78tt9XA11rcw3uqo1_400
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
FaRiDa

مـسـتـشـارة اداريــة


مـسـتـشـارة اداريــة
FaRiDa


الجنس : : انثى

مشاركــاتـي : : 1345
تاريخ التسجيل : 06/06/2013
العمر: : 37
التقييم : 1206

السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) Empty
مُساهمةموضوع: رد: السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب)   السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) Emptyالثلاثاء مارس 11, 2014 5:46 am



الجزء الثاني من تغريبة بني هلال 

السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) A7lashare-c62fa282ec
يقول الحجازي والحجازي سلامة
ارى الدهر بندر بالملوك الفاضل
يا حيف اهل العز ول زمانهم
ومن بعدهم حكمت اولاد الرذال
يا لهف قلبي على ملوك قد مضوا
حكم بعدهم في الناس خدام عاطل
انا ناصر الايتام بالسيف والقنا
وطاعن الاعادي فوق ظهر الصايل
انا منصف المظلوم جابر خاطره
انا فارس الفرسان ارد الجحافل
انا زوج الزينات لابناء عمهم
وابعد عنهم كل خبيث مماطل
فلا خير في عبد علا فوق سيده
ولا خير في من يغدر اهل الفضائل
فلا تحسب ان الدهر يصفو لظالم
ولا بد ما اريك طعن الذوابل
السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) A7lashare-c62fa282ec

( قال الراوي ):
فلما انتهى ابو زيد من هذه القصة اغتاظ منه سعيد وقال له: ما هذا الكلام الغليظ الشديد، يا اخس العبيد، فلولا سواد لونك كنت قطعت راسك، واخمدت انفاسك، فاجلس مكانك واكفنا شرك ولسانك، ودع غيرك يطربنا يا ابن اللئام، فعند ذلك التفت مرعي وقال له: لا تؤاخذه ولا تغضب عليه، فنه من جملة العبيد الذين لايعرفون مقام الملوك ولا لهم خبرة بحسن التصرف والسلوك، فان كنت تريد غنيتك الان بقصيد يستحق الانعام ومزيد الاكرام فتزيل اكدارك وتربح افكارك فقال سعيد هات ما عنك فانشد شعرا اسوا من شعر ابو زيد فلما فرغ من كلامه وشعره ونظامه اغتاظ سعيد الغيظ الشديد، وصاح على الجلاد ان يقطع راسه ويخمد انفاسه فمنذ ذلك اعتذر اليه يحى امام الحاضرين وكبار السادات المقدمين، وقال لا تؤاخذهما من هذا القبيل ايها الملك الجليل، فانهما من اناس بهاليل لا يعرفون مضمون الكلام ولا يميزون بين النور والظلام فانا امدحك بابيات حسان ما سمعها احد الا وزال عنه الهم والاحزان لانها تشرح الصدور وتجلب السرور، فقال هات ما عندك لعن الله اباك وجدك فاجاب يحيى بشعر اسوأ من شعر مرعي، فلما فرغ يحيى من شعره ونظامه وفهم سعيد فحوى كلامه، زاد عليه الحال واستعظم المقال وصاح على الجلاد ان يقطع رأس الثلاثة قصاصا لهم على ذلك الإفتراء، فنهض يونس على الأقدام واعتذر اليه بالكلام، وقال ان هؤلاء الشعراء من اوباش العربان لأنهم تكلموا بحضرتك بما لايليق من الكلام، فان اردت انشدك ابياتا ما سمعها قط انسان الا استحسنها، فقال بارك الله فيك انشد وخذ مني ما يرضيك، فان صدري ضاق وقلبي يحدثني بالفراق فاتشد يونس شعرا اسوا من شعر يحيى. فلما فرغ يونس من شعره ونظامه وفهم سعيد فحوى كلامه، عظم عليه الامر وتوقد قلبه بلهيب الجمر وقال لهم لهم احضرناكم يا لئام. حتى تطربونا بالشعر والنظام وتاخذون الجوائز والانعام، ولكنكم اساتم الادب وخرجتم عن سنة العرب، وتكلمتم بما لا يليق امامس ولا اعتبرتم قدري ومقامي، فلا بد من قتلكم على كلام الزور والنفاق، فلما انتهى من هذا المقال التقاه ابو زيد مثل سبع الآجام وضربه على رأسه بالحسام فقتله في الحال وأورثه الخبال ثم هجم على باقي العبيد وتيعه مرعي ويحيى ويونس الفرسان الصناديد، ولم تكن إلاّ لحظة من الزمان حتى انزلوا بهم الهوان، ومسحوهم بالسيف الهندوان، وبعد ذلك جمع أبو زيد سادات القبيلة والوجوه الكبار، وقال لهم: ها قد قتلت هذا العبد الغدار وجماعته الأشرار، لأنهم قد طغوا وتجبروا فلا رحم الله العبد اللئيم والوغد الذميم، لأن مرادي استخلاص المملكة من مغامس اليتيم، وأخذ ابنه عمه شاة الريم، فمرادي الآن أن أقيمه أميرا مقام أبيه فما هو رأيكم وماذا تقولون فيه: قالوا هو ابن مولانا وقد رضيناه علينا أميرا ونح عبيده وطوع يديه ولا نبخل بأرواحنا عليه، فعند ذلك ركب أبو زيد الحصان وركبت معه الأبطال والفرسان والسادات والأعيان، وقصدوا الأمير مغامس ومعهم الطبول والزمور، حتى وصلوا اليه فسلموا عليه وتمثلوا بين يديه، وأعلمه أبو زيد بواقعة الحال وكيف أنه قتل ذلك العبد المحتال، ففرح مغامس بهذا الخبر وزال عنه القلق والضجر، ثم أحضره الى الحلة مع أمه بموكب عظيم وزفوا عليه ابنة عمه شاة الريم، واجلسه على الكرسي مكان أبيه وصارت العرب تمدحه وتهاديه، لأنه تخلص من أيدي اولئك العبيد الأوباش، فشكروا أبو زيد ومرعي ويونس على ذلك الصنيع واراد ان يمنعهم عن السفر الى تونس، وان يبقوا عنده فيزيد فرحه ويستانس بهم. فقال أبو زيد ثلاثة ايام في فرح وسرور وغبطة وحبور، وبعد ذلك ودع الأمير مغامس وسار مرعي ويحيى ويونس، قاصدين مدينة تونس وهم يجدون في قطع الروابي والتلال، فوصلوا الى مكة المشرفة وقلوبهم على زيارة المصطفى متلهفة، وبعد ان زاروا المقام وادوا واجبات الوقار والاحترام، اجتمعوا في بيت شكر الشريف بن هاشم وهو زوج الجازية اخت الأمير حسن، واعلموهم بخروجهم من الوطن فترحب بهم وأكرمهم بمشاهدة أبو زيد ومرعي ويحيى ويونس، ثم أنهم ركبوا وساروا يقطون البراري والآكام حتى اشرفوا الى بلاد العجم، فدخلوا عليها وداروا في اسواقها وبعد ذلك رحلوا من تلك الديار، وواصلوا سير الليل بسير النهار حتى وصلوا الى بلاد التركمان، فدخلوا على ملكها الغضبان ومدحوه بالقصائد الحسان، فاكرمهم غاية الاكرام واجازهم بنفائس الانعام، ثم ركبوا الخيول وجدوا في قطع البراري والسهول الى ان وصلوا الى عند السلام الخفاجي عامر حاكم بلاد العراق، فدخلوا وسلموا عليه فرد السلام عليهم واكرمهم غاية الاكرام ثم ان أبو زيد أخذ يمدح الخفاجي عامر، وطلب ان يمن عليه بانعامه.فلما انتهى أبو زيد من شعره ونظامه وفهم الخفاجي عامر فحوى كلامه، اجازهم بالجوائز الحسان ثم قدم لهم الطعام، فشكروه على هذا الاهتمام واقاموا عنده ثلاثة ايام في عز واكرام ثم ودعوه وجدوا في قطع البراري والآكام الى ان وصلوا الى الشهباء، وكانوا قد تعبوا من السفر، فنزلوا عن خيولهم واستظلوا تحت اغصان الشجر، وكان أمير المدينة رجلا عالي المقام اسمه الأمير بدريس وله وزير عاقل خبير اسمع الخزاعي، وهو صاحب رأي وتدبير فاتفق انه خرج في جماعة من القوم قاصدا الصيد والقنص، فرأى أبو زيد ومن معه فسلم عليه وسالهم عن احوالهم فنهض أبو زيد وحياه، وانشده فاكرمه الأمير واعطاه.فلما انتهى أبو زيد من هذا الشعر والنظام شكره الخزاعي وقال لهم اعلموا يا شعار العرب واصحاب الفضل والادب، اني الخزاعي وزير بدريس أمير حلب فاقصدوني الى المدينة وانا اخلع عليكم الخلع الثمينة، فيزول عنكم العنا وتنالوا القصد والمنى، ثم تركهم وسار فارسل أبو زيد الأمير يونس الى البلد لياتيهم بالماكل والمشرب لأنهم كانوا في غاية الجوع، فسار بالعجل وجعل يدور فيها ويتامل في اسواقها وحسن مبانيها ثم رجع واخذ يشرح لأبي زيد عن حسن المدينة وعما شاهد فيها من القلاع الحصينة، وبعد ذلك ركب مع جماعته مرعي ويحيى ويونس وجدوا في قطع البراري والآكام ومروا بحماة وحمص وطرابلس حتى اشرفوا على مدينة الشام، وكان الحاكم عليها في ذلك الزمان ملك عظيم الشأن إسمه شبيب التبعي ابن مالك حسان، وساروا ولو كان أجنحة لطاروا الى ان وصلوا الى القدس الشريف، فاقاموا بها يومين ومنها ساروا الى غزة ودخلوا على حاكمها الشركسي ابن نازب، فمدحوه بنفائس الأشعار واعتبرهم غاية الإعتبار، واقاموا عنده عشرة ايام، ثم جدوا في السير حتى وصلوا الى مصر العدية وتلك الأراضي البهية، فقصدوا الفرمند بن متوج ودخلوا عليه ومدحوه بنفائس الأشعار فالتقاهم بالترحيب والوقار، واقاموا عنده ثلاثة ايام وساروا قاصدين بلاد الصعيد وبلاد المغارب حتى وصلوا الى عند القاضي بن مقرب، ودخلوا عليه ومدحوه بالأشعار فاعتبرهم غاية الاعتبار وقاموا عنده في اعزاز واكرام، وكان هذا الرجل من اعلى الناس بكرم الضيوفويجود بالالوف وهو الذي ذكره المؤرخ الشهير ابن خلدون في كتابه العبر، ثم تأهب أبو زيد للسفر فودع الماضي وسار مع جماعته.
السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) A7lashare-c62fa282ec
( قال الراوي ):

واتفق ان جماعة من الشعراء العربان كانوا قصدوا بلاد نجد ومدحوا الأمير حسن بن سرحان بالأشعار الحسان كما جرت العادة في ذلك الزمان، فاجازهم بالعطايا الجميلة والمواهب الجزيلة، وكانت من جملتها جارية من بنات الحي تسمى مي، فشكروه على هذا الجميل والاحسان ثم ساروا قاصدين بلاد العرب وتلك الأوطان، حتى وصلوا الى تونس الخضراء ومدحوا الزناتي خليفة والوزراء، فاحسنوا اليهم وانعموا عليهم ثم باعوا تلك الجارية الظريفة الى سعدة بنت الزناتي خليفة، وكانت سعدة من اجمل البنات، لطيفة الذات، قد اتصفت بالأنس والمحاسن، وشاع ذكرها في جميع الأماكن، تجالس الأدباء وتنادم الملوك والأمراء ذات أدب وفضل لها معرفة بضرب الرمل، فاتفق انها سالت تلك الجارية ذات يوم عن سبب وقوعها في ايدي اولئك القوم، فاخبرتها بالقصة وكيف أن الأمير حسن اوهبها لهم على سبيل الهدية، فقالت وهل يوجد نظيري بين نساء العرب في الحسن والأدب؟ فقالت لها يا صاحبة الجود والكرم انه يوجد بين الأمم من يشبهك في الظرف والجمال ومكارم الشيم وحسن الخصال، وهو بطل الأبطال وزينة الرجال الأمير مرعي ابن مولاي حسن أمير بني هلال، فلما سمعت سعداء هذا الكلام تعلق قلبها بمرعي وهام، لأن الإنسان قد يعشق بسمع الآذان قبل المشاهدة والعيان، فقالت سعدة: اذا كان كلامك هو حقيق فاوصفيه لي على التحقيق فاشارت مي تقول: 
لو تنظري يا ست مرعي بنظرة
فنظرة في مرعي تزيل المصايب
له وجه مثل البدر عند اكتماله
وخدود تشبه ساطعات الكواكب
له خد احمر والعيون نواعس
وكالسيف ماضي قفلة الحواجب
وطوله كعود الزان ان كان مايل
خلى نار قلبي تزيد اللهايب

فقالت لها سعداء قومي بنا الى البستان وانا اضرب هناك الرمل، وانظر احوال الذين ذكرتهم الآن، فان قلبي تعلق بهم غاية التعليق ومرادي ان اعرف اخبارهم على التحقيق، ثم اخذتها معها الى البستان وكان من احسن النزهات فضربت الرمل وولدت البنات من الأمهات، فتاكد لها ذلك الخبر وعرفت الأمورالتي سوف تجري، وبينما هما في الحديث اقبل عليهما العلام ابن الزناتي خليفة ونائبه في معاطاة الأحكام، صاحب معرفة وفضل وعقل من خبر الناس في ضرب الرمل، وكان يتردد على سعدة في اغلب الأيام لأنه من جملة الأهل و بني الأعمام،فسلم عليها فردت السلام واستقبلته بالترحاب والاكرام، فجلس بقربها وكان قد عرف ما في قلبها لأنه ضرب الرمل في ذلك النهار وظهرت له الأخبار، فاعلمها بافكاره وكشف لها اسراره 
فطلبت منه ان يكتم ذلك الخبر ولا يبيح به لأحد من البشر، خوفا عليها من الضرر وقالت له اريد منك يا ابن عمي ان تعلمني متى حضر هؤلاء القوم لأني بانتظارهم، فاجابها الى ذلك الطلب ووعدها بالمساعدة على بلوغ الأرب، ودعها وسار طالب الصيد والقنص.

السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) A7lashare-c62fa282ec
( قال الراوي ):
هذا ما كان من سعدة وابن عمها العلام، واما ما كان من البطل الهمام والأسد الدرغام أبو زيد فارس الصدام ومن معه من السادات الكرام، فانهم كانوا قد جدوا في قطع الروابي والآكام، مدة عشرة أيام حتى وصلوا الى تونس وقت الظلام، فباتوا خارج المدينة وفي اليوم التالي صاروا يتأملون في مبانيها فوجدوها متينة وأبراجها حصينة كثيرة القلاع قوية الدفاع، وانهارها غزيرة وخيراتها كثيرة، فجعلوا يدورون حواليها يتبصرون كيف يكون الهجوم عليها، ثم دخلوا الى بستان واستمرواتحت أغصان الشجر وكانوا يقطفون ويأكلون الثمر، فبينما هم على تلك الحال إذا اقبل عليهم جماعة من الأبطال أرسلهم الزناتي ليقبضوا عليهم ويقيدوهم بالأغلال حيث بلغه خبرهم من بعض الفرسان بأنهم في ذلك البستان، فداروا بهم من اليمين والشمال فلما نظر أبو زيد تلك الفعال استعد للحرب والقتال، وهجم عليهم كالسبع وضرب بالسيف في ذلك الجمع فقتل منهم عدة رجال ومددهم على الرمال، ثم تكاثرت العساكر والجنود أحاطوا بهم، وقبضوا على مرعي ويحيى ويونس أوثقوهم بالقيود والأغلال ولم يقدروا على أبو زيد في الحرب والقتال، فعند ذلك تقدم إليه العلام على انفراد وقال له من تكون من العباد وما هو سبب مجيئكم الى هذه البلاد. فقال أبو زيد أننا شعراء من بلاد الشرق وعادتنا ان نمدح الأمراء وسمعنا بكرم 
الزناتي خليفة وما خصه الله من الشمائل اللطيفة، فقصدناه لأجل هذه الغاية الوحيدة، وكان وصولنا مساء فبتنا في هذا المكان حيث أننا غرباء لا نعرف احدا، الى ان أشرفتم بجمعكم علينا أوصلتم أذاكم إلينا. وأنا اسمي محمود واسم جماعتي شداد وحماد ومسعود، فقال العلام لقد كذبت في المقال وتكلمت بكلام المحال، ما أنت الا الأمير أبو زيد صاحب المكر والكيد، واما رفقاؤك فهم مرعي ويحيى ويونس، وقد أتيتم الى بلادنا لتعرفوا أحوالنا وقواتنا ثم تهجمون علينا وتحتلون بلادنا، ثم قال امسكوه ولا تؤذوه فانطبقت الفرسان على أبي زيد من اليمين والشمال، حتى قبضوا عليه أخذوه مع باقي أصحابه الى الزناتي، ولما دخلوا عليه تمثلوا بين يديه، وقالوا اعلم يا مولانا ان هذا العبد حاربنا ودهانا، وقتل منا أبطالا وفرسانا، فاغتاظ الزناتي وتكدر من هذا الخبر،وقال لأبي زيد من تكون من العربان يا أخس السودان، قال نحن شعراء نقصد الملوك والأمراء فنمدحهم ونأخذ الأنعام ونحصل على بلوغ المرام، فسمعنا بكرمك فقصدناك من بلاد العرب، طمعا بالفضة والذهب، وحيث أننا من الأعراب وليس لنا في هذه الناحية أصدقاء ولا أحباب، فدخلنا الى ذلك البستان لنأخذ لأنفسنا راحة يا ملك الزمان، ثم نقصد جناحك العالي وباقي السادات والموالي، فأحاطت بنا العساكر مع الأهالي وغاروا علينا قاصدين قتلنا واذانا، فاقتضى الحال أننا دافعنا عن أنفسنا بقدر الإمكان الى ان وقعنا في الأسر والهوان، فأمر بما تشاء وتريد أيها الملك السعيد، فلما سمع الزناتي هذا الكلام أبدى الضحك والابتسام، وقال لهم يا مناحيس ما أنت الا جواسيس، أتيتم لتردوا البلاد وتعرفوا أحوال العباد، ثم تذهبون وتأتون بالعساكر والجمع الوفير،فتملكون بلادنا واراضينا، وتتحكمون بجموعكم فينا، هذا هو السبب الذي قادكم إلينا وحملكم على القدوم والهجوم علينا، فلا بد من قتلكم يا أوغاد على روؤس الأشهاد.

السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) A7lashare-c62fa282ec
( قال الراوي ):

وكان الزناتي قد وقف على الخبر اليقين من المنجمين، وبعد مفاوضات طويلة مع ارباب المجلس استقر الراي على شنق أبي زيد ومرعي ويحيى ويونس، فاخذهم العسكر ومروا بهم من تحت قصر الأميرة سعداء فلما سمعت ضجيج العسكر قامت جاريتها لتعلم ما الخبر فطلت راسها من الشباك وامعنت النظر فيهم فاعتراها الكدر، وقالت لمولاتها اعلمي يا زينة الدنيا ان هؤلاء الثلاثة هم مرعي ويحيى ويونس واما هذا العبد الرابع فهو ليث الوقائع الأمير أبو زيد فارس المعامع، فلما سمعت سعداء هذا الكلام، تبدل نهارها بالظلام لأنها كانت تعلقت بحب مرعي دون الأنام، فصاحت على الجلادين والعساكر والمحافظين وقالت لهم ارجعوا الى ابي بهؤلاء العرب واياكم ان تقتلوهم فيحل بكم العطب، واني ساتبعكم لأقف على حقيقة الخبر، فلما سمعوا رجعوا في الحال، وذلك لما يعهدون من علو منزلتها ونفوذ كلمتها، ثم ان سعدا لبست افخر الثياب وذهبت تخبر اباها بما فعلت ونصحته بعدم قتلهم لعدم ثبوت جرمهم واقترحت عليه حبسهم في قصرها، فاجابها الى طلبها.
فاخذت الأربعة انفار وحبستهم عندها في الدار، ثم اخذت من الطعام ما يكفيهم ونزلت اليهم فاجتمعت بمرعي في اول الأمر 
وقالت له: كل ولا تخبر احدا بل احفظ ذلك بالسر ثم فعلت هكذا بيحيى ويونس وقالت ليونس ان يرسل لها ابو زيد فلما حضر قدمت له شيئا من الطعام فشكرها على هذا الاهتمام، ثم انه قسمه على سبعة اقسا فسالته عن سبب ذلك فقال لها اعلمي يا زينة الممالك وبدر الليل الحالك، انني انا وجماعتي اربعة وانت والجارية اثنان على التمام، والحصة السابعة ساحزمها بحزام وارسلها الى ابنة عمي عاليا، فقالت له سعدا لماذا لا تتغذى وحدك، فتنهد من فؤاد متبول وانشد يقول:

اذا اكلت انا وجاعت جماعتي
فلا عشت عمري لسكب الصفائح
واذا جعت انا واكلت جماعتي
احمد ربي وهو كريم مسامح
ايا ست زاد اثنين يكفي ثلاثة
ويكفي اربعة يا ست والكل رايح
ويكفي خمسة من اجاويد حينا
ويكفي لستة من هلال السمائح

فضحكت سعدة من كلامه واعجبها فحوى شعره ونظامه، ثم انها اخرجتهم من الحبس واحضرتهم الى عندها وقدمت لهم الطعام واخذت تحادثهم بالكلام وتسالهم عن احوالهم وعن بلادهم فقال ابو زيد: نحن من جملة الشعراء نقصد الملوك والأمراء فنمدحهم بنفائس الأشعار ونرجع الى الديار بالدرهم والدينار، فقالت انكم لم تعلموني على التحقيق مع انني عارفة باحوالكم فاخذت تعلمهم بسفرهم وما جرى لهم في الطريق والسبب في قدومهم الى تلك الديار شعرا.
فلما فرغت سعدة من كلامها شكرها الأمير ابو زيد على اهتمامها، وباتوا تلك الليلة في سرور وانشراح، ولما اصبح الصباح امر الزناتي باحضارهم، فلما حضروا قال للأبو زيد اذا اطلقناك الى ان تاتي جماعتكم من الأوطان، فكم يوم تغيب عنا وماذا تجيب لنا، فقال اغيب ثلاثة شهور واجيب لك اربع مية الف مدرع مشهور، فقال وما هو مرادك من المدرع ايها البطل الصميدع، فاخرج الأمير ابو زيد من جيبه قطعة من الفضة الخاص وقال: هذا هو المدرع، ففرح الزناتي بذلك وقال اذهب بأمان، فقال اعطني عدة حرب وحصان لأن الطريق مخطرة، فاعطاه ما طلب فودع الزناتي وذهب، وجعل يدور البلاد ويطوف المدائن، حتى اشرف على وادي الغباين وتلك الأماكن، فوجدها كثيرة المياه والنبات متسعة البراري والفلوات تصلح للحرب والقتال، ومرعي النوق والحمال، ثم سار من هناك الى فابس ومنها الى عين دورس فوجدها احسن محل لإمتلاك تونس، وقد تعجب من خيرات البلاد وكثرة ما فيها من الايراد، ثم طاف جميع البلاد وعرف السهول والوهاد ورجه ليرى 
احوال البلاد، ولما دخل الى قصر سعدا فرآه مطليا بالرصاص وكان الوقت نصف الليل فارعدت الدنيا وابرقت، حتى قام الأولاد من نومهم وعادوا يذكرون بلادهم وصار مرعي ينشد الشعر ممزوجا بالبخيبة.
فلما فرغ مرعي من شعره كان ابو زد واقفا تحت القصر يسمع، ثم رآه الطواشي ففتح له ودخل عندهم وسلم عليهم، فقالوا له اين كنت يا ابا زيد الى الآن، انت في تونس ونحن نقاسي اشد الضيق، فقال انني تهت عن الطريق وقد صممت الآن على السفر واتيت لوداعكم، ثم تندم وودعهم واوصى سعدا بهم بكى بكاء شديدا وتقدم الأمير مرعي يودعه.
فلما فرغ الأمير من كلامه قال ابو زيد، لا يكون لك ادنى فكر لأنني سابذل الجهد في تخليصكم، ثم ودعهم وسار وعيناه تذرف بالدموع، وسار يقطع البراري والقفار مدة عشرين يوما حتى اقبل الى ارض الصعيد، فدخل على القاضي بن مقرب واخبره بما جرى له من الأول الى الآخر، فبكى القاضي بكاء شديدا، ثم انه بقي بضيافته نحو يومين وبعد ذلك ودعهم وسار يقطع البراري القفار عدة ايام حتى وصل نواحي حلب فجلس في ظل شجرة هناك أخذ راحة، فبينما هو جالس اقبل عليه تاجر قاصد بلاد المغرب، فقال له هل تعرف الأمير علام؟ فقال له: من اعز اصحابي واعظم احبابي فقال له ابو زيد ارغب ان اعطيك كتابا توصله اليه فقال اكتب ما بدا لك فعند ذلك اخذ ابو زيد يكتب للعلام يقول:

يقول ابو زيد الهلالي سلامة
فمن كان شقي لاتسعده الأيام
نعم انا ايها الغادي وحامل كتابنا
تجد السرى في واسع الآكام
اذا جيت تونس وقابس وارضها
فسلم على الفتى المسمى العلام
اوصيك في مرعي ويحيى ويونس
اولاد اختي من فروع كرام
فلا بد ما ارجع اعود وانثني
ولا بد ما آني بقوم لزام
باربع تسعينات الوف عدادهم
تشبه جرادا منتشر بغمام
ولابد من لطمة على باب تونس
ويبقى الدما فوق الثرى عوام
ولابد من قتل الهيدي بصارمي
وابقى الزناتي بالقبور ينام
واهلك بلاد الغرب بحد صارمي
واملكك في الغرب يا علام

فلما فرغ ابو زيد من كلامه طوى الكتاب فاخذه التاجر وسار يقطع البراري والقفارحتى اشرف الى تونس وتلك الديار فاخذ المكتوب وسلمه الى العلام، ففضه وقراه وعرف حقيقة فحواه، واما الأمير ابوزيد فانه ما زاال يجد في المسير مدة خمسين يوما حتى اقبل الى نجد، وحين دخوله الى نجع بني هلال التقاه الكبار والصغار حتى اقبل الى صيوان الأمير حسن فدخل وسلم عليه وعلى الذين حواليه فلما رآه الأمير حسن والأمير دياب والقاضي بدير والأمير زيدان تقدموا اليه وقبلوه بين عينيه واجلسه الأمير حسن بجنبه ودارت البشائر في بلاد نجد بان الأمير ابو زيد حضر من بلاد الغرب، فاجتمعت الفرسان من كل جانب ومكان حتى احتبك الديوان، وحينئذ سالوه عن مرعي ويحيى ويونس، فعند ذلك بكى الأمير ابو زيد بكاء شديدا واشار يخبرهم عما جرى له بقصيدة انشدها امامهم.
فلما فرغ ابو زيد من الشعر بكى الأمير حسن ومن حضر من السادات الكرام لاسيما اهل الاولاد، فقد تفطرت منهم الأكباد وقالوا لأبو زيد اعلم يا فارس الفرسان اننا لانفك عنك ولا نعرف اولادنا الا منك، فقال كونوا براحة بال فاني كما اخذتهم من الطلال سارجعهم وهم على احسن حال وانعم بال، فالتفت الأمير حسن الى الحاضرين وقال لهم مرادي الرحيل الى بلاد الغرب واقيم هناك الحرب واخلص الأمراء بالطعن والضرب، فاستحسنوا هذا الخطاب وقال ابو زيد هذا هو الراي الصواب، ولكن قبل الرحيل من هذه الأطلال بالفرسان والأبطال والنساء والعيال، يجب ان تاتوا بالجازية لتركب امام ظعون بني هلال مع الست ريما والست عدلا والست ريا وسعد الرجا وبدر النعام وجوهرة العقول ونجمة السحور وزين الدار والست عليا لأنه اذا اشتعلت نيران الحرب ووقع الطعن والضرب تكون الجازية وباقي السيدات امام الأبطال في العماريات لأن الجازية من النساء المشاهير ذات راي وتدبير، وهكذا تم الراي بين الأمراء والأعيان وارسلوا اربعة وعشرين فارسا من الشجعان للرحيل بنساء القبيلة، وتاهبوا للطعن والضرب والسير الى تونس الغرب، وامر الأمير حسن بدق طبل الرجوج فدق الطبل في الحال واجتمعت الفرسان والابطال، وسارت الرجال ودخلوا على الأمير حسن بن سرحان وهو في الديوان، فاخبرهم بما جرى وقال لهم استقر راينا ان نرحل من الأوطان ونقصد بلاد الغرب بعد ستة ايام فكونوا في الاستعداد التام لن ارضنا قد امحلت ووقع بنا الغلا واولادنا في اسر الزناتي خليفة يقاسون العنا.
( قال الراوي ):
وفي اليوم السابع تهجز الابطال للمسير والارتحال فهدت المضارب والخيام وانتشرت الرايات والاعلام ودقت الطبول وركبت الفرسان ظهور الخيول، واعتقلوا بالسيوف والنصول وركبت الحريم والعيال والاولاد والاطفال ونساء الامراء والجازية ام محمد وكان الامير ابو زيد في مقدمة الفرسان، وساروا عدة ايام حتى اشرفوا على بلاد حزوة والنير فنزلوا 
هناك ونصبوا المضارب والخيام وكان الحاكم عليها الدبيسي بن مزيد وكان من صناديد الابطال.

السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) A7lashare-c62fa282ec
يليه غداً الجزء (3) من تغريبة بني هلال



































ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تـوقـيــعــي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) Tumblr_md78tt9XA11rcw3uqo1_400
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
FaRiDa

مـسـتـشـارة اداريــة


مـسـتـشـارة اداريــة
FaRiDa


الجنس : : انثى

مشاركــاتـي : : 1345
تاريخ التسجيل : 06/06/2013
العمر: : 37
التقييم : 1206

السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) Empty
مُساهمةموضوع: رد: السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب)   السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) Emptyالثلاثاء مارس 11, 2014 5:47 am



السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) A7lashare-c62fa282ec

قصة الدبيسي بن مزيد( الجزء الثالث )

السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) A7lashare-c62fa282ec

لايقدر العواقب ولا يخشى حلول المصائب، وكان في الشجاعة والفروسية في طبقة علية يفتخر بنفسه ويفضل ذاته على جميع الفرسان في ساحة الميدان ويقول انه اذا ركب الجواد لا يوجد من يقاومه في الحرب والطراد، ولو كان ابو الفوارس عنترة بن شداد، وكان له اربعة وزراء يركن اليهم ويعتقد في اموره عليهم، وهم مقلد وهمام وراشد وسلام وله ولد اسمه مزيد قد سماه على اسم جده وكان يحبه كثيرا، ومن شدة محبته فيه اراد ان يزوجه بابنة اخيه فجمع وزراءه واخبرهم بما قد صمم عليه فاجابو على ذلك المرام ما عدا الوزير همام، فانه كان صاحب راي وتدبير فنهاه عن ذلك في الوقت الحاضر، واعلمه بقدوم بني هلال الى تلك البلاد بالجيوش والعساكر، فانذهل الدبيسي وحار في امره وبينما هو مجلسه دخل عليه الرعيان واخبروه بقدوم بني هلال وانهم ملأوا الأرض بجيشهم فاستشار الدبيسي وزراءه فاشاروا عليه بان يرسل من يستطلع عددهم، فارسل العبد راشد الى مضارب بني هلال، فانذهل مما راى من كثرة الرجال والابطال والفرسان ورجع الى الدبيسي واخبره بما راى فزاد خوفه وفزعه فاستدعى اليه الوزراء واخبرهم بذلك، فلم يجبه احد بكلام، فقال لهم ما بالكم لا ترون الجواب فقال الوزير راشد انه من الواجب ان ترسل لهم كتابا تامرهم بدفع عشر المال مع النوق والجمال، فان امتنعوا عن ذلك نقاتلهم في الحال ونشتتهم في البراري والتلال، فاكتب لهم بهذا الصدد وانا آخذه اليهم وآتيك بالجواب، فاستصوب الملك رايه وكتب لهم كتابا يقول فيه:

يقول الدبيسي والدبيسي مزيد
بدمع جرى فوق الخدود بدود
الا ياغاديا على متن ضامر
تشابه غزالا بالفلاة شرود
اذا جيت عند الهلالي ابو علي
اعطيه مكتوبي تنال سعود
الا يا حسن اسمع كلامي واعتبر
وافهم مني غاية المقصود
فان كان قصدك تجوز بلادنا
فارسل لنا عشر مالك ترود
ارسل لنا الفين حمرة سليلة
والف جواد يامير هدود
والفين سيف يا أمير مسقطة
والف درع من عمل داود
وارسل لنا الجازية ام محمد
مع الست عليا بغية المقصود
وارسل لنا معها بنات امارتك
واحذر تخالف ولا تكون حقود
وان كنت لا تدفع لنا ما ذكرته
فارجع لأرضك واياك تعود

ثم ختم الكتاب واعطاه للوزير راشد، فاذه وسار حتى اشرف على بني هلال فنزل من على الحصان فسلم على السلطان، وعلى باقي الأمراء فردوا عليه السلام والتقوه بالترحاب والاكرام، وامر له بالجلوس فجلس بقربه وسال عن اسمه وعربه فاعلمه بواقعة الحال وعن سبب حضوره الى تلك الاطلال ثم اعطاه الكتاب، فاخذه الأمير وقراه، ولما وقف على حقيقة فحواه غضب الغضب الشديد لكنه اخفى الكمد واظهر الجلد، ثم امر الغلمان ان ياخذوا الوزير الى دار الضيافة، ولما خرج من الديوان التفت اللا الأمراء والأعيان واطلعهم على خطاب الدبيسي الذي طلب فيه عشر المال، فقال ابو زيد انه من الصواب ان تقول للدبيسي ان يمهلنا عشرة ايام ونحن نرسل له طلبه بالتمام ومتى انقضت المدة ولح في الطلب تقول له ليس عندنا مال ولا ذهب سوى الحرب والقتال في ساحة المجال، وبهذه الحال تكون فرساننا قد استراحت من تعب الطريق.

وتبادل الدبيسي وحسن الحوار شعرا، ثم ان حسن طوى الكتاب وختمه في الحال وسلمه الى الوزير فاوصله الوزير الى الدبيسي ودخل وسلم عليه واعطاه الكتاب ففتحه وقراه وعرف ما حواه ففرح واستبشر وايقن بالنجاح وبلوغ الوطر، ولما انتهت العشرة ايام لم ترسل بنو هلال الموال، قال الدبيسي للوزير ها قد مضت المدة المعينة ولم نقف على افادة ولا وردت الأموال، فيجب ان تسير اليه وتطلب منهم ان يبادروا بارسالها في الحال والا حاربناهم وانزلنا بهم الوبال فامتثل الوزير امره وسار الى صيوان الأمير حسن ودخل وسلم عليه، ثم جلس قليلا وبعد ذلك طالبه بالمال، ولامه على ذلك الاهمال، فقالت السادات ارجع الى مولاك وقل له ليس عندنا مال ولا نوق ولا جمال، غير ضرب السيف وطعن النصال، فاغتاظ الوزير من هذا الكلام ورجع الى مولاه واخبره بما سمعه من القوم فزاد غيظ الدبيسي، وامر الرؤساء والقادة بجمع العساكر والاجنا، فعند ذلك دقت الطبول وركبت الفرسان ظهور الخيل واعتقلت بالرماح وخفقت الرايات وركبت الابطال باربع مائة الف مقاتل.

( قال الراوي ):
فلما ركب الدبيسي ومعه العسار والاجناد، طالبا ديار بني هلال، اقترب منهم فالتقوا به ودنو من بعضهم، فبرز من فرسان الدبيسي فارس كانه الاسد الكاسر اسمه الامير خاطر، فبرز اليه دياب فقال له: من تكون من بني هلال؟

فقال: انا دياب المصادم وصاح فيه؛ وهجم عليه فالتقاه الفارس كالاسد الكاسر، وجرى بينهما حروب واهوال تشيب رؤوس الاطفال وبعد ذلك اختلف بينهما ضربتان قاطعتان، وكان السابق الأمير دياب لأنه اعلم في اصول الحرب واخبر في مواقع الطعن والضرب، فوقعت الضربة على هامه فقدته نصفين، ثم سال وجال وطلب مبارزة الابطال، فبرز اليه فارس آخر فقتله وثان جندله وثالث عجل الى المقابر مرتحله، وما زال يبارز الفرسان والابطال ويمددها على وجه الرمال الى وقت الزوال، دقت طبول الانفصال وبات الفريقين يتحارسان تحت مشيئة الرحمن، ولما اصبح الصباح واشرق بنوره ولاح، برز الأمير دياب الى الميدان وطلب مبارزة الفرسان، فبرز اليه الوزير راشد، فالتقاه الأمير دياب بقلب كالحديد، ثم التقى البطلان كانهما جبلان او اسدان كاسران، وحان عليهما الحين وغنى على راسيهما غراب البين ولم تكن الا ساعة من الزمان، حتى استطال عليه دياب في الميدان وطعنه بالرمح في صدره، خرج يلمع من ظهره فوقع على الارض قتيلا وفي دمه جديلا، فلما قتل الوزير راشد هجمت جموع الدبيسي بقلب واحد فتلقتهم بنو هلال بقلوب كالجبال واشتد بين العسكرين القتال، وعظمت الاهوال، فما كنت ترى الا وقع السيوف على السيوف وقتال يشيب الاطفال، وما زال القوم على تلك الحال وهم في اشد القتال الى وقت الزوال، فعد ذلك دقت طبول الانفصال فتاخرت عساكر الدبيسي خاسرة ورجعت بنو هلال ظافرة، وفي ثاني الايام دقت طبول الحرب والكفاح، فركبت الفرسان واعتقلت بالسيوف والرماح وبرز الأمير دياب فصال وجال في ساحة المجال، وطلب مبارزة الأبطال فبرز اليه الوزير محمود فالتقاه الأمير دياب بقلب شديد.

ثم ان الوزير هم على دياب فالتقاه دياب بقلب شديد وهجم عليه هجوم الصناديد، واشتد بينهما القتال في ساحة المجال، فاختلف بين الاثنين ضربتان قاطعتان وكان السابق الوزير محمود، فغطس دياب تحت الخضرا فراحت الضربة خائبة، ثم انتصب الأمير دياب وهجم عليه سبع الغب فضربه بالسيف عل هامه، فقطعه نصفين وكان له اخ يدعى الهداف، فلما راى اخاه قد مات زادت عليه الحسرات فهجم على الأمير دياب لياخذ بثأر اخيه فالتقاه الأمير دياب في الميدان بقلب اقوى من الصوان، وجرى بينهما حروب واهوال تشيب رؤوس الاطفال، واستمرا على تلك الحال وهما في اشد القتال، الى ان ولى النهار واقبل الليل، فوقفا عن القتال وباتت العساكر في البطاح، ولما اصبح الصباح دقت طبول الحرب والكفاح وبرز الهداف الى الميدان وطلب مبارزة الفرسان، فبرز اليه دياب وصدمه كليث الغاب، فالتقاه الهداف وهجم عليه الاسد الرئبال، وما زالا في اشد قتال وطعان يذهل العقول الشجعان، الى ان انتصف النهار وكان ان استظهر عليه دياب وضربه على عنقه بالسيف البتار فقطعه نصفين والقاه في ساحة المجال، فلما رات جموع الدبيسي ما حل بوزيرها، هجمت على دياب، فعند ذلك هجمت بنو هلال من اليمين والشمال، والتقت الرجال بالرجال، وجرى الدم وسال من شدة الحرب والقتال، وما زالوا على تلك الحال الى وقت الزوال، فدقت طبول الانفصال وباتت بنو هلال في سرور، وبات الدبيسي في قلق وضجر لأنه قد قتل الشجعان الملك الدبيسي، فصال وجال في ساحة المجال ونادى اين فرسان بني هلال، فلتبرز الآن الى ساحة القتال، فما تم كلامه حتى صار الأمير دياب قدامه وانشد شعرا يهدد به الدبيسي فاغتاظ الدبيسي منه، ورد عليه فاغتاظ دياب بدوره وانطبق عله، وفعل الدبيسي مثل ما فعل واخذا في الحرب والقتال وجرى بينهما عجائب واهوال، الى ان ولى النهار واقبل الليل بالاعتكار، فافترقا عن بعضهما البعض وعند رجوع الأمير دياب من معركة الصدام التقاه الأمير حسن باعزاز واكرام وشكره على ما فعل، وقال له لا تنزل غدا الى الميدان لأن لك عدة ايام في الحرب والصدام والدبيسي مرتاح ثم ختم الكلام بهذا الشعر والنظام:

قال الفتى حسن الهلالي ابو علي
الدمع من فوق الخدود سيولا
يامرحبا بك يا دياب الغانم
يا فارس الفرسان يوم الهولا
يا فارس الفرسان يا ليث العدا
يا ليت عمرك يا امير يطولا
يا امير انك قد قتلت لراشد
وسلام اضحى ميتا مقتولا
اما الفتى محمود ولى وانمحى
واخوه هدافا غدا مجدولا
فقهرتهم يوم الوغى حتى غدوا
قتلى بحد الصارم المصقولا
واليوم قد نزل الدبيسي صادمك
في حومة الميدان مثل الغولا
يا امير دع غيرك في غدا ينازله
فاسمع كلامي وافهم المنقولا
اخاف توقع يا دياب بغدره
تضحى صريعا في الفلا مقتولا
( قال الرواي ):

فلما فرغ الأمير حسن من شعره ونظامه وفهم دياب فحوى كلامه، توقف عن رد الجواب فقال له حسن علامك يا دياب لا ترد الجواب فقال ارجو ايها الهمام ان لا تمنعني عن هذا الطلب وان قتلت فروحي فداك فاني لااخشى الموت في قتال اعدائك فشكره حسن وقبله في صدره وقال له: انا ما تفوهت بهذا الكلام الا لما وجدتك تعبان وما دام الامر كذلك فابرز نهار غد وقاتل خصمك واتكل على الله.

ثم باتوا تلك الليلة في سرور وانشراح ولما اقبل الصبح واشرق بنوره ولاح، دقت الطبول وركبت الفرسان ظهور الخيول واعتقلوا بالرماح والنصول، وتقدموا الى ساحة الميدان وكان اسبقهم الأمير دياب، ولما صار في معركة القتال طلب الدبيسي، فانحدر اليه فالتقاه كسبع الآجام، واخذ معه في الحرب والصدام واشتد بين البطلين القتال وعظمت الأهوال، وكانا تارة يتقدمان وتارة يتاخران وكانت عيون الفرسان شاخصة اليهما ومازا على تلك الحال الى وقت الزوال، فدقت طبول الانفصال فافترقا على سلام ورجعا الى الخيام، ولما اصبح الصباح ركب الأمير دياب فتقدمت اليه ابنته وطفا وهي تبكي بدموع غزار، فتعجب من ذلك وقال لها اعلميني بما اصابك قالت مرادي ان تتوقف هذا اليوم عن قتال القوم فقد رايت حلما في المنام اصبحت منه في اوهام وقصت خكاية حلمها شعرا، فقال لها: لا تخافي من هذا المنام فانه اضغاث احلام، فلا بد لي من الحرب والصدام فاذهبي الى خيامك ولا تخافي، فرجعت الى الخيام وتقدم دياب الى معركة الصدام فوجد الدبيسي بانتظاره، فصالا وجالا في ساحة الميدان واخذا بالضرب والطعن حتى حيرا الأذهان، فاختلف بين الاثنين ضربتان قاطعتان، وكان السابق الأمير دياب فابطلها الدبيسي بمعرفته ثم هجم على دياب كسبع الغاب وطعنه بالرمح طعنة قوية فجاء الرمح في فخذه فسالت دماء ويئس من الحياة، واراد الدبيسي ان يعجل فناه، واذا بفارس من بني هلال قد اقبل كانه قطعة من جبل وهو يهدر كالأسد، فخلص دياب من يد الدبيسي واعاده الى المضارب، ثم اقتحم الصفوف والمواكب، وهو يصيح وينادي اتاكم أبو زيد ليث الأعادي، وجعل ينخى بني هلال على الحرب والقتال فحملوا على جيش العدا من كل جانب، فعند ذلك حملت العساكر على العساكر وتقاتلوا بالسيوف والخناجر وحمل حسن بن سرحان وتبعه السادات والأعيان، ولم تكن ساعة من الزمان حتى اشتدت الأهوال وتمددت الأبطال على وجه الرمال وما زالوا في أشد قتال الى وقت الزوال، وكانت عساكر الدبيسي قد استظهرت في ذلك النهار واسرت عشرين فارسا من بني هلال الأخيار من جملتهم الامير عرندس والرياشي ومفرج والهدار، فلما شاهد حسن تلك الأهوال خاف على بني هلال من الهلاك والوبال فلما نزل في المضارب جمع قادة المواكب واخذ يستشيرهم بالقصيد.

فرد عليه ابو زيد وفهم الامير حسن فحوى مرامه فاستحسنه مع جميع السادات. هذا ما كان من بني هلال واما الدبيسي فانه عند رجوعه من القتال، كبرت في نفسه واحضر الاسرى بين يديه وتهددهم بالقتل والدمار، فوجدهم لا يبالون بالاخطار فارسلهم الى الحبس بعد ان شفى منهم غليل النفس، ولما اصبح الصباح واشرق بنوره ولاح،برز القاضي بدير الى الميدان وطلب مبارزة الفرسان، فبرز اليه فارس يقال له جاسر فحمل على بعضهما البعض وتجاول في الطول والعرض وتضاربا بالسيوف وتطاعنا بالرماح ولم يزالا في حرب وقتل وطعن الى قرب الزوال.

وكان القاضي قد استظهر على جاسر وهجم عليه كالاسد الكاسر وطعنه بالرمح في صدره خرج يلمع من ظهره، فوقع على الارض يتخبط بعضه ببعض ثم هجم آخر فقتله وعجل من الدنيا مرتحله، فعند ذلك دقت طبول الانفصال فرجع القاضي من معركة القتال فالتقته بنو هلال بالاكرام والاجلال وهنأته بالسلامة من الوبال، وباتوا تلك الليلة الى أن اصبح الصباح فتواثبوا الى الحرب والكفاح، فبرز من قوم الدبيسي فارس يقال له تميم، وطلب فتال الفرسان فبرز اليه الامير عقيل وهو اخو ابو زيد، فصدمه تميم صدمة جبار واشار يقول شعرا، فرد عليه عقيل، ولما فرغ من شعره حمل عليه واخذا في الصدام والعراك واشتبكا اشد اشتباك، وما زالا على تلك الحال وهما في اشد قتال، وكان عقيل قد استظهر على خصمه اشد الاستظهار، فضربه على عنقه بالسيف البتار وذا براسه قد طار، وكان له اخ اسمه ناصر فلما رأى ما حل باخيه هجم على عقيل هجمة الاسود، فالتقاه عقيل بقلب كالجبل والتحم بينهما القتال، وكان عقيل يريد سرعة الانجاز فلاصقه وضايقه وضربه بالحسام على رأسه فشقه ووقع على الفلاة وعدم الحياة، وكان الوقت قريب لزوال فدقت طبول الانفصال ورجع عقيل الى بني هلال، فالتقاه قومه بالكرامة وهنأوه بالسلامة وشكروه على فعاله وزادوا في اكرامه واجلاله، واما الدبيسي بن مزيد فقد تنغص عيشه وتنكد. فاجتمعت الاكابر والعمد ودخلوا على اميرهم وتمثلوا بين يديه وقالوا الى متى هذا الحال،فقد قتل منا عدة ابطال، فجعل يوعدهم في الانتصار، وثاني الايام برز الدبيسي الى الميدان وطلب مبارزة الابطال، فبرز اليه غنيم ابن مفلح، وكان غلاما جميلا فقال له الدبيسي من تكون يا غلام حتى تبرز في معركة الصدام، ثم صدمه بقوة واهتمام، وما زالوا في قتال شديد فمد الدبيسي يده واقتلعه مثل العصفور وسلمه الى اصحابه فاوثقوه بالكتاف، ثم صال الدبيسي وجال وطلب مبارزة الابطال، فبرز اليه زيدان وصدمه بقلب اقوى من الصوان، فالتقاه الدبيسي كالاسد الغضبان وأخذا يتضاربان ويتحاربان واستمرا على ذلك الشأن نحو ثلاث ساعات، ثم افترقا بالسلامة والامان، وبينما كان الامير زيدان راجعا من الميدان، ضرب الدبيسي حصانه فرماه على الارض، فانقضت عليه جموع الدبيسي فأخذوه واوثقوه، فهاج بنو هلال النساء والرجال واستعظموا تلك الاحوال وذهبت منهم جماعة من الاعيان الى عند أبي زيد فارس الفرسان، فوقعوا عليه وطلبوا منه ان يسعى لتخليص الفرسان والابطال من الاسر والاعتقال، فطيب قلوبهم ووعدهم بأنه سيبذل المجهود، ثم انه غير زيه وتنكر ولبس حلة من الحرير الاخضر ووضع طيلسانا على رأسه حتى لم يعد يعرفه احد، وقصد الملك الدبيسي ودعا له بالعز والانعام، وكان كلامه معه باللغة الفارسية فلما رآه الدبيسي على تلك الصفة ظن بانه من دراويش الاعجام فاحترمه غاية الاحترام وقال له: من اين أتيت يا ابن الاجواد؟ قال من مدينة بغداد واني فقير من فقراء عبد القادر رب الفضائل والمآثر، فقال ادعو لنا يا درويش الاعجام بالنجاح والانتصار، وان يرزقنا الله بأبي زيد المخادع الماكر حتى نقتله على رؤوس الاشهاد، لانه هو السبب في قدوم بني هلال الى هذه المنازل واطلال فاذا استجاب الله طلبك بلغناك اربك، فقال له الله يبلغك المرام بجاه مولاك عبد القادر وباقي الاولياء العظام، وما دام كذلك اريد منك ان تأمر لي بالذهاب الى البلد حتى انام في جامع عبد الصمد، فسمح له بالذهاب وامر الحجاب ان يفتحوا له الابواب.

السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) A7lashare-c62fa282ec

يليه غداً الجزء (4) من تغريبة بني هلال

السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) A7lashare-c62fa282ec



































ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تـوقـيــعــي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) Tumblr_md78tt9XA11rcw3uqo1_400
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
FaRiDa

مـسـتـشـارة اداريــة


مـسـتـشـارة اداريــة
FaRiDa


الجنس : : انثى

مشاركــاتـي : : 1345
تاريخ التسجيل : 06/06/2013
العمر: : 37
التقييم : 1206

السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) Empty
مُساهمةموضوع: رد: السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب)   السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) Emptyالثلاثاء مارس 11, 2014 5:47 am

الجزء الرابع من تغريبة بني هلال
السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) A7lashare-c62fa282ec
وعند دخوله الى البلد قصد المكان الذي كانت مسجونة فيه فرسان بني هلال، فوجد العبيد يطوفون من خلف وقدام، فسلم عليهم فردوا السلام وقالوا من انت وما تريد، فقال قد أرسلني الدبيسي لادعو له في جامع عبد الصمد بأن الله يبلغه المراد وينتصر على ابو زيد، وانتم من تكونون؟ فقالوا نحن الحراس نحافظ على اسرى بيت هلال خوفا من الاعداء. ثم ان ابا زيد اخرج من جيبه شمعة مبنجة فاضاءها بعد ان فرك منخريه بضد البنج. فلما اشتعلت فاحت منها رائحة زكية ولم تكن إلا برهة يسيرة حتى وقعت الحراس كالاموات من ذلك البنج. وبعد ذلك اخرج المغناطيس ووضعه على الاقفال فتساقطت في الحال، فرأى فرسان بني هلال في القيود والاغلال وهم يقاسون الاهوال، فاعلمهم بالامر وفكهم من الاسر واعطاهم اسلحة الجماعة وقال لهم اتبعوني بعد ساعة، فلما وصل الى الباب وجد الحراس جالسين وفي ايديهم السيوف والحراب فسلم عليهم فردوا السلام، وقاموا له على الاقدام واجلسوه بجانبهم، وجعلوا يخاطبونه ويخاطبهم، وكان يمد يده الى جرابه ويأخذ قطعا من السكر ويأكلها امامهم فقالوا له ما هذا الذي تأكله يا شلبي، فقال هذا ملبس حلبي فقالوا له اطعمنا ونحن ندعو لك بالتوفيق والخير، فاعطاهم قبضة كبيرة وكانت مبنجة فأكلوها فلما استقرت في بطونهم تبنجوا وفي تلك الساعة اقبلت الاسرى وخرجوا وجدوا في قطع البراري والبطاح، فوصلوا لاهلهم عند الصباح فقامت الافراح وكثر الصياح، وشكروا أبا زيد على تلك الفعال. وأهل البلد حل عليهم الويل والنكد لما رأوا الحراس راقدين والاسرى مطلوقين، ولما بلغ الدبيسي هذا الخبر طار من عينيه الشرر، وتأكد عنده بعد التحقيق والتفتيش ان البلاء من ذلك الدرويش، وما هو الا ابو زيد صاحب المكر والكيد، ولكنه اخفى الكمد واظهر الجلد، وزحف بالعساكر والابطال لقتال بني هلال، وبرز للميدان وكان اول من برز الى الدبيسي سرور بن فايد فالتقاه الدبيسي بقلب كالصوان، واخذه اسيرا، وبرز اليه نعيم الزحلان وكان من صناديد الشجعان، فاسره في الحال وما زال يأسر الفرسان والابطال حتى اسر خمسين فارسا من بني هلال وفقد منها عدة ابطال وقد اشرفت على الوبال من هول القتال، فلما كان اليوم الرابع هجم الدبيسي بجيوشه قاصدا قتال بني هلال وانطبق عليهم من اليمين والشمال وقاتلهم اشد قتال، فكانت واقعة عظيمة لم يسمع بمثلها في الأيام، فكثر الصياح وجرى الدم وساح، فما كانت ترى الا رؤسا طائرة ودماء فائرة وفرسانا غائرة ودارت على بني هلال الدائرة، واستمر القتال على هذا المنوال حتى كثرت الاهوال على بني هلال فلم يعد لهم ثبات، فتاخروا الى الوراء وقد قتل من الفريقين نحو عشرين الف بطل كرار، ولما اظلم الظلام واجتمعت بنو هلال في الخيام وهم بحالة الذل والانكسار، عقدوا ديوانا مع الأمير حسن وطلبوا منه ان يمدهم برايه فاخذ يحمسهم بالمقال ويشجعهم على الحرب والقتال، ثم قال من الواجب ان تركب الجازية مع العمارية ونحمل عليهم في الصباح بالكتائب والمواكب، والا حلت بنا النوائب، فاشتدت عزائمهم على الحرب والصدام واجابوه على فرد لسان، اننا سنقاتل نهار غد بالسيف والسنان، حتى لا يبقى منا انسان، ولما اصبح الصباح واضاء بنوره ولاح، دقت طبول الحرب والكفاح، فركبت العساكر وهجمت على عساكر الدبيسي بقلب كالحديد، والتقت الرجال بالرجال والابطال بالابطال واشتدت الاهوال وارتجت السهول والجبال ومازالوا على تلك الحال حتى تضعضعت من الدبيسي الاحوال، فعند ذلك مالوا على عليهم من اليمين والشمال وتفرقت جموعهم بين الروابي والتلال، هذا والدبيسي ينخى الابطال ويقول انا الفارس المؤيد المدعو الدبيسي ابن مزيد، فلا يبرز لي الا أبو زيد صاحب المكر والكيد، الذي اتى الينا واحتال علينا، فما اتم كلامه حتى صار ابو زيد امامه وصدمه صدمة تزعزع الجبال والتقيا في ساحة المجال، واصطدما كانهما بحران وتزاحما كانهما اسدان حتى حان عليهما الحين وزعق فوق راسيهما غراب البين، واستمرا على تلك الحال الى نصف النهار، واما ابو زيد فاستظهر على خصمه وضايقه وسد عليه طرقه وطرائقه وطعنه بالرمح في صدره خرج يلمع من ظهره، فوقع عى الارض قتيلا، ولما رات قومه ما حل به خافت من الهلاك والبوار فولوا طالبين الفرار، وقصدوا المدينة وقد انقطع منهم الامل فتبعهم ابو زيد وبنو زحلان والأمير دياب والأمير حسن وباقي الفرسان ودخلوا المدينة وراءهم وضربوا فيهم بالسيف حتى جرت الدماء في الأسواق وبليت قوم الدبيسي بما لايطاق، وعلا بينهم الصياح والبكاء والنواح، ثم هجمت بنو هلال على الحصون والقلاع وخلصوا اسراهم من الاعتقال، ورجعوا من ساحة القتال وثيابهم كشقائق الارجوان من ادمية الفرسان،ونزلوا في المضارب والخيام وقد بلغوا غاية المرام،فخلعوا الحديد ولبسوا الاطاليس والحرير ودارت القهوة والشراب على الامراء والسادات، ثم نهض وزير الدبيسي همام واخذ مزيد بن الدبيسي وامه بدر، وسار بهما عند الأمير حسن فدخل وسلم عليه وبكى وطلب منه العفو والأمان وان يعاملهما بالطيب والاحسان، ثم تقدمت الأميرة بدر هيوالأمير مزيد والوزير همام اى الأمير حسن وقالوا له العفو يا امير الزمان، فقد نصحنا الدبيسي وحذرناه من عواقب الامور فلم يسمع كلامنا الى ان نفذ به الامر المقدر، فاجابهم الى ما طلبوا واكرمهم غاية الاكرام وخلع عليهم الخلع الفاخرة ونادى بالامان وزالت الاكدار والاحزان، وكان مزيد خاطب ابنة عمه هند وكانت من النساء المحسنات، فاعلم الوزير الامير حسن بذلك وطلب منه ان يزفها عليه فاجابه الى ذلك، وفي الحال ذبحوا النوق والاغنام ودارت الافراح سبعة ايام، وبعد تمام الافراح ولى الامير حسن مزيد مكان ابيه على البلاد، وطاعته جميع العباد لأنه كان يحب العدل والانصاف ويكره الجور والاسراف، وبعد تمام العرس امر الامير حسن بهذه المضارب والخيام وجمع المكاسب والاغنام وبالرحيل الى بلاد الغرب، فاجتمعت الفرسان من كل جانب ومكان فركب الامير دياب والقاضي بدير وزيدان شيخ الشباب، بستين الف من الشبان وركبت الجازية مع البنات وحينئذ ركبت الفرسان ظهور الخيل وانتشرت البيارق وكانت الفرسان تهوج وتموج مثل ايام ياجوج وماجوج، وجدوا في قطع البراري والقفار والسهول والاوعار، يوصلون سير الليل بالنهار، حتى وصلوا الى بلاد الاعجام، فنزلوا في مرج واسع كثير المياه فنصبوا المضارب والخيام.
حرب بني هلال مع الاعجام وسبي المارية
( قال الراوي ):
وكان الحاكم على بلاد الأعجام في تلك الأيام سبعة ملوك عظام وهم(خرمند)( و علي شاه )( و الصتصيل )( والمغل )( و بندر )( و النعمان).
ولما نزلت بنو هلال في ذلك المكان أطلقوا مواشيهم في المراعي فأكلت العشب والأشجار والبساتين والأثمار، وبعد أن أخذوا الراحة أمنوا نوائب رجع الأمير حسن والقاضي بدير إلى نجد مع بعض الاجناد لتحديد البلاد، وبرجوع الامير حسن والقاضي بدير الى نجد، اجتمعت ملوك الاعجام عند الخرمند، وجعلوا يتداولون في امر نزول بني هلال في ذلك البر فقال الخرنمد، اعلموا ايها السادات ان بني هلال قدموا البلاد، وهم كل يوم في ازدياد فقال الراي عندنا ان نبادرهم بالقتال ونسبي حريمهم والعيال وننهب نوقهم والجمال قبل ان تكثر جموعهم وتصل اذيتهم الينا. وكان المك النعمان حاضرا في الديوان، فصعب عليه ذلك الأمر لأن أصله من بلاد العرب، فقال للملك الخرمند إن كان لا بد من حرب مع بني هلال طمعا بالغنائم والأموال فأرسل أطلب عشر المال، فإن امتثلوا أمرك تكون قد بلغت منهم المرغوب، وإن امتنعوا عنه فحينئذ تبادرهم بالقتال وتنهب أموالهم وتطفي آثارهم، فلما سمع منه هذا الخطاب رآه عين الصواب، فكتب إلى بني هلال يطلب منهم عشر المال أو يرحلوا من بلاده، ثم طوى الكتاب وأعطاه للنجاب وأمره أن يسير إلى بنى هلال ويدفع الكتاب إلى نائب السلطان، ويرجع إليه من غير تولن، فامتثل النجاب أمره وسار حتى وصل تلك الديار، فدخل على أبي زيد وأعطاه الكتاب وطلب منه الجواب، فلما فتحه وقرأه مزقه ورماه وكتب إلى الخرمند يهدده بقصيدة شعرية.
ولما وقف الخرمند على هذا الشعر والنظام، صار الضياء في عينيه كالظلام، وقال هل يبلغ من قدر بني هلال أن يخاطبوني بمثل هذا المقال وأنا ملك العجم، وذكري في جميع الأمم؟؟ ثن أنه استدعى قواد العساكر ومن يعتمد عليهم في الحروب والمخاطر، وأمرهم أن يستعدوا للقتال ويجهزوا الفرسان والأبطال، فاجتمع خمسمائة ألف عنان، وأرسل إلى بلاد خراسان تمده بالجيوش والعساكر. ثم ركب في ثاني الأيام للحرب والصدام، ولما بلغ أبو زيد هذا الخبر ركب في جموع بني هلال واشتبك بين الفريقين القتال، فقتل من العرب والعجم من قتل، إلى أن مات غنيم البطل، وأخذوا مارية سبية، فلما سمع أبو زيد هذا الخبر طار من عينيه الشرر، فكتب إلىة الأمير دياب يعلمه بواقعة الحال ويطلب منه المعونة في القتال، وأرسل الكتاب مع عشرة أبطال.
فلما وصل الكتاب إلى الأمير دياب وقف على ما تضمنه من الخطاب فامتنع عن الحضور وقال هو أولى بحماية الجمهور، فلما وقف إلى الأمير حسن بن سرحان والقاضي بدير يعلمهم بما جرى بينه وبين الأعاجم.
فلما فرغ الأمير أبو زيد من الكتاب سلمه للنجاب وأمره أن يجد مسيره إلى بلاد نجد ويسلمه إلى الأمير حسن ويرجع بالجواب.
( قال الراوي ):
ومن الإتفاق الغريب أن القاضي بدير رأى تلك الليلة حلما هو أنه كان قابضا على حمامة بيضاء وإذا بعقاب أسود قد هبط من الجو فخطفها وطار، فاستيقظ من المنام وهو في قلق عظيم وسار عند الأمير حسن وقص عليه الرؤيا. فقال:
يا ابن العم ان هذا الحلم يدل على ضيق وغم، وان ابنتك مارية قد خطفها الأعجام، فلما سمع هذا الكلام صار الضيا في عينيه كالظلام وقال مادام الأمر كذلك فيجب أن نركب حالا ونجد في قطع القفار ونكشف خبر قومنا في تلك الديار، فأجابه الأمير حسن إلى هذا المرام وركبا ومعهما فرسان الصدام قاصدين بني هلال، ولكنهما لم يصادفا النجاب الذي أخذ الكتاب، وعند وصولهما بالعساكر والأبطال إلى أول نجوع بني هلال رأيا العبد سعيد، فسأله القاضي عن الأحوال فقال لقد تغلب علينا الأعجام، وسبوا مارية، فقال القاضي خيّبك الله على هذه البشارة، ثم مرا على الأمير دياب فطلب منهما أن ينزلا عنده، فأبى حسن وقال له علامك يا أمير ما ركبت مع أبي زيد على قالت الأعجام، أتسبى العيال وتنهب الجمال وأنت جالس في الخيام بدون فكر ولا اهتمام؟! قال الذي منعني يا ملك الزمان هو الخوف من هجوم العدا إلى هذا المكان فتنهب الأغنام، ثم ركب دياب مع القاضي والأمير حسن وركبت معه الأبطال والفرسان، وما زالوا يجدون السير عند أبي زيد، فالتقاهم بالتعظيم والاحترام وذبح لهم الأغنام فامتنع الأمير حسن عن الأكل وهو مغتاظ زعلان، فسأله أبو زيد عن سبب ذلك فقال إني مغتاظ لفقد مارية من بين يديك فأجابه أبو زيد يقول:

يقول أبو زيد الهلالي سلامة
بدمع جرى من مقلة العين نابع
ياأبو علي إسمع كلامي وافهمه
وأنت يا قاضي فكن لقولي سامع
أتونا بوي الأعجام من كل جانب
سبعة ملوك من غير التوابع
فصحنا عليهم هاجمين بقوة
قتلنا منهم ألفين ماعدا التوابع
فكانت فتاة الحي مارية المها
غدت فعاد القوم فيها طوامع
جفل بكرها فيها وأنا مارأيتها
وقلبي لأجل مارية عاد واجع
ونادت بعال الصوت يا آل عامر
وتومي بأيديها وتلوي الأصابع
أتى نحوها المدعو غنيم بن مفلح
وقاتلهم بقلب شديد وسط المعامع
طهنه الملك صنصيل بالرمح صبابة
بحربة نورها كالشمس ساطع
وحال ظلام الليل بيني وبينهم
وعاد العجم بعد هذه الوقائع
وحق الله والبيت والحجر
فلا بد لي من حربهم أن أسارع
ولابد أن أجيب المارية
وأهدم الكوفة وأرتد راجع
( قال الراوي ):
وفي ثاني يوم ركبت الأعجام على بني هلال فركب الأمير حسن واستقبلهم في ساحة الميدان، ما عدا أبو زيد، فإنه لم يركب معهم لقتال القوم وجعل نفسه مريضا في ذلك اليوم، ولما نشب القتال وعظمت بين الفريقين الأهوال هجمت الأعجام على بني هلال مثل أسود الآجام، وقاتلت أشد قتال وجعلت ترميهم بالنشاب وتطعنهم بالحراب، فلما رأت بنو هلال تلك الأحوالوهجوم العجم عليها من اليمين والشمال ارتدوا إلى الخلف وانهزموا، وتبعهم فرسان العجم حتى دخلوا إلى الخيام وبدأو ينهبون البيوت ويسبون النساء والبنات، فارتفع البكاء والنواح وزادوا في الصياح، فلما سمع أبو زيد النساء والبنات، عويل النساء والأصوات هجم مع الفرسان والأبطال بالسيوف والرماح فالتقى بعسكر الأعجام وحكم برقابهم ضرب الحسام، فردهم عن المال والحريم، فارتدوا منهزمين إلى الكوفة وقومه وراهم مثل الشواهين إلى أن بلغ منهم المراد وقتل عددا كثيرا من الأجناد، ثم ارتد منتصرا فالتقاه الأمير حسن وشكره على تلك الفعال وقال له مثلك تكون الأبطال يا زينة الرجال فلولاك لكنا في أسوأ حال وصرنا بين سائر العربان على طول الزمان، وكذلك القاضي بدير أثنى عليه وكان متأسفا على فقد ابنته مارية، فقال له أبو زيد لابد لي من خلاص ابنتك أيها القاضي الجليل وأشفي من عساكر العجم الغليل، ثم أن أبا زيد صبر إلى وقت الظلام وتزيا بزي الأعجام وسار إلى مدينة الكوفة وفي صحبته عبده أبو القمصان وبدر بن غانم، وعند وصولهم أليها وجدوا أبوابها مغلقة فدار أبو زيد من جميع الجهات فلم يجد منفذا، فبينما هو يتفرج ويتأمل رأى دهليزا صغيرا فنزل فيه فأوصله إلى البلد فترك رفيقه بإنتظاره، وأخذ يطوف من زقاق إلى زقاق يجول بين الحارات والأسواق، ويقف على الأخبار، وكان كلما نظر إليه إنسان يكلمه في لغة الأعجام، ورأى بناء عظيم البنيان ذا أربعة عمدان وفوقه قصر جميل الهندام من الرخام وشبابيكه مصفحة من الذهب، وإذا به يسمع آلات الطرب، فقال أبو زيد في نفسه هذا الملك خرمند لا محال لما عليه من الهيبة والجمال، ورأى شجرة من السرو وأصلة أغصانها لشباك القصر، فصعد عليها حتى وصل إلى أغصانها، ولما صار عند الشباك وجه نظره إلى تلك الغرفة، فوجدها من أحسن الغرف مزينة بالفرش الفاخر، ووجد سبعة ملوك من العجم جالسين على كراس من الذهب ومارية جالسة بينهم كأنها القمر، وكانت ملوك الأعجام تشرب المدام والمغاني تغني لهم بأنواع الأنغام، فقدم الخرمند إلى ماريا كاسا وقال لها خذي وإشربي يا بنت الكرام وغني حتى يزيد إنشراحنا ويكمل سرورنا، فامتنعت عن الشراب وزادت في البكاء والإنتحاب، فتأثر الملك النعمان ونهض من وسط الديوان، وكان الملك خرمند متزوجا بابنته هند، فقال دعوها ولا تكلموها فانها من بيت كبير وأبوها قاض وأمير، ولكن الغناء ليس فيه عيب، ثم التمس منها أن تغني فلما سمعت هذا الكلام أشارت تغني قصيدة مطلعها:

تقول فتاة الحي مارية من المها
فنار الضنى والشوق يكوي ضميرها

( قال الراوي ):

فطربت ملوك الأعجام وشرب خرمند كأس المدام، ثم أعطاه إلى الساقي وقال له:
املأ كأس المدام وناوله إلى مارية بدر التمام حتى تفرح وتطرب ويزول عنها الحزن والكرب، فخجلت مارية وقالت للنعمان أني لاأشرب من هذا الشراب لأنك تعلم أيها السيد بأن مشروبنا هو حليب النوق والغنم ولانشرب غيره من المشروبات، فإن ذلك عندنا من أعظم العار. فاعتذر النعمان عنها إلى خرمند وقال له اعفها من هذا الكأس لأنها غير معتادة، فتناول الخرمند الكأس وتذكر حسنها وجمالها وشربه حتى الثمالة، أما الساقي فراح ينشد بدوره.

فلما فرغ من إنشاده قال له الخرمند أحسنت بما فعلت. فعند ذلك نهض النعمان وأراد أن يأخذ المارية إلى بيته، فاعترضه الصنصيل وقال أني كسوتها بالثياب الفاخرة والحلل الباهرة، وأنا أحق بها من كل أحد، فقال له النعمان أن لاأمكنك من ذلك حتى نرى كيف ينتهي الحال بيننا وبين بني هلال، وأنا من رأيي أن نطلق سبيلها فتذهب إلى أهلها خوفا من القيل والقال، فقال الصنصيل هذا لا يكون وأنا مرادي أن أنشد الشعر وه تجيبيني عليه ولا نريد منها غير ذلك، ثم أشار يقول:

قال الملك صنصيل يا مارية غني لي
وارفعي المنديل عن وجنتك الحمرا
يا مارية بحياتك قومي اشربي كاساتك
وبيني شاماتك وريقك زي الخمرا
قومي تعالي لقربي لأذوقك من شربي
وقربي لجنبي حتى تطيب السكرا
صنصيل قلل كلامك بنت العرب قدامك
إذا يصير هزامك من سباع القفرا
يامارية ارتدي برجالك لاتعتدي
بالحرب ماهم قدي إذا دمهم يجري
غدا يجيك سلامة أسمر طويل القامة سيفه يزيل الهامة
في كل ضرب عشرا سلامي ذاك راحي
إن أتى لكفاحي أقتله فوق الصخرا
إذا يجيك الغالي أمير بتخته عالي
حسن كبير هلالي قومه كموج البحر

( قال الراوي ):

وكانت جالسة أخت الملك خرمند، وكان اسمها تاج بخت، فلما سمعت أن مارية هانت عمهاالصنصيل في شعرها، لطمتها بين عينيها فآلمتها وسال الدم من جبينها، فلما شاهد أبو زيد تلك الحال غضب ولولا وجود الحديد بالشباك لدخل عليهم وأورثهم الدمار وأما الملك النعمان فإنه استعظم الأمر ونهض على الأقدام وسل بكفه الحسام وجعل يتوعد.

ولما فرغ النعمان من هذا الكلام وسمعته ملوك الأعجام، خافوا من الشرور وعواقب الأمور، فقال خرمند للنعمان خذ مارية إلى عندك هذه الليلة، لأنه يخشى من تواليها، فمتى ظفرنا بهؤلاء العرب فحينئذ نبلغ منها الأرب، فعند ذلك قال لها النعمان تعالي أيتها الأميرة إلى بيتي، فسارت معه ولم يعترض أحد بالكلام، فلما شاهد أبو زيد أفعال النعمان شكره في قلبه وقال إن هذا الرجل يستحق كل جميل، ثم نزل من أعلى الشجرة وتبع آثار النعمان حتى وصل إلى منزله فسمعه يقول لإبنته، خذي هذه الأميرة وافرشي لها غرفتك فإنها من بيت شريف، فترحبت بها وأكرمتها، ثم رجع النعمان ليصرف باقي ليلته عند الأعجام، ورجع أبو زيد لبني هلال، وعند وصوله إلى الخيام سمع أصوات البكاء والنواح لأنهم كانوا يظنون بأنه مات، فلما دخل على الأمير حسن وسلم عليه، فنهض وشكر الله على سلامته وكذلك فعلت باقي السادات، وسأله القاضي بدير عن المارية ابنته فأجابه يقول:

يقول أبو زيد الهلالي سلامة
الأيام والدنيا تسبب هوايل
وصلت إلى حلة الأعجام بلابطا
فدرت ميامنها ودرت الشمايل
إلى أن نظرت المارية في عيني
فقولي صحيح ليس فيه زلايل
في قصر خرمند يا قوم جالسة
ملوك العجم من حولها كالجمايل
والطاس داير والجنك والغنا
والنعمان بينهم وهوشهم فاضل
يمر عليها الكاس ما تذوقه
فتحسه مثل سم القواتل
فكانت تنادي الصوت يا آل عامر
وتضرب بأيدها يمين وشمايل
فقام الملك النعمان أتى بها
فخلصها منهم بضرب هائل
وأخذها في الحال إلى دار بنته
وأوصى بها بنته وكل الأهايل
فإن عانني الرحمن ربي أجيبها
وأهدم الكوفة ووحدي أقاتل

( قال الراوي ):
فلما فرغ الأمير أبو زيد من كلامه وسمع الحاضرون فحوى شعره ونظامه، قال الأمير حسن مرادي الآن أكتب كتابا إلى ملوك الأعجام وأطلب من الخرمند أن يرسل المارية الآن عند الملك النعمان، فماذا تقول في ذلك؟ فقال أبو زيد لابأس، فلعلهم يتأثرون من كتابك ويرسلونها، فعند ذلك كتب يقول:

قال الفتى حسن الهلالي أو علي
النار في قلبي تهب وتشتعل
يا ملك خرمند اسمع قصتي
أبعث لنا المارية ولاتتمهل
انك ان أرسلتها لبيوتنا
فترى العساكر ودياب ترحل
حتى اذا خالفت في ارسالها
نهجم عليكم في الصباح وتقتل

فلما فرغ الأمير حسن من هذا الشعر والنظام، أرسله من نجاب ليعطيه إلى الملك ويأتيه بالجواب، فامتثل حتى وصل إلى الملك الخرمند وسلمه الكتاب، ففتحه وقرأه ولما عرف معناه مزقه في الحال وأمر العساكر أن تستعد للقتال، وخرج بجيوش الأعجام لقتال بني هلال وكان نجاب السلطان حسن قد أوصل هذا الخبر لبني هلال، فاستعدوا للحرب وفي أوائلهم الأمير أبو زيد والأمير دياب وغيرهم من الفرسان والتقوا بالأعجام، قاتلوا أشد قتال وفعل أبو زيد أفعالا تشيب الأطفال، ولله در الأمير دياب! فإنه قاتل في ذلك اليوم حتى وصل إلى الملك القمقام وضربه بالسيف على عاتقه خرج يلمع من علائقه ثم مال على القوم وقتل منهم عدة رجال.
فلما رأت عساكر الأعجام تلك الأحوال ارتدوا راجعين في تلك الصحراء وقطع دياب رأس القمقام وسار به إلى الأمير حسن وباقي السادات وألقاه أمامهم فشكروه ثم رجع بنو هلال بالعز والانتصار، وكان أول من برز إلى القتال أبو زيد الفارس المفضال، فبرز إليه الملك المنذر فالتقاه أبو زيد وانطبق عليه كسبع الآجام، ولم تكن ساعة من الزمن حتى ضربه أبو زيد بالسيف على هامة قده نصفين فوقع على الأرض يتخبط بعضه ببعض.
فبرز أخوه الأمير بندر ليأخذ بثأر أخيه فالتقاه أبو زيد بقلب كالحديد، ثم هجم عليه وضربه بالسيف فالحقه بأخيه، فهجمت الأعجام فالتقتهم بنو هلال وحكمت فيهم ضرب السيوف، وقتلت منهم عشرة آلاف من صناديد الأبطال، فانهزمت إلى ورائها وفي اليوم الثاني دقت الأعجام طبولها وركبت خيولها وبرزت إلى القتال طالبة أخذ الثأر فبرز إلى الميدان الأمير أبو زيد فبرز إليه المغل وأخذا يتضاربان ويتطاعنان، وكان المغل المذكرو من أفرس الفرسان قوي الجنان، فقاتل أبو زيد أشد قتال وضربه ضربة صامدة فاستلقاها أبو زيد في الترس فقطعته نصفين، ونزلت على رقبة الجواد فأبرتها كما يبري الكاتب القلم، فوقع أبو زيد على الأرض فأراد المغل أن يكمل عليه فبادر إليه الأمير دياب وخلصه، وفي الحال أتوه بجواد فركبه وهجم هو ودياب على صفوف الأعجام وتبعهم باقي أبطال بني هلال من اليمين والشمال، وكانت موقعة مهولة قتل فيها خلايق كثيرة وكان من جملة المقتولين المغل وغيره من سادات العجم والمقدمين، وانهزمت العجم أقبح هزيمة وثبت الملك الصنصيل وهو راكب على جواد فبرز إليه دياب وهو راكب على الخضرا، فالتقاه الصنصيل واشتد بين الفارسين القتال وعظمت الأهوال، وما زالا على تلك الحال إلى وقت الظهر، وكان الصنصيل قد اعتراه التعب فولى وطلب لنفسه الهرب، فلما رأت عساكر العجم بأن سيدها قد انهزم، خافت من العواقب فارتدت إلى الحلة فدخلت إليها وأغلقت الأبواب، فجمع الملك خرمند ملوك قومه وقال لهم مرادي إذا أن أخرج إلى قتال بني هلال فأريد أن تهجموا وتقاتلوا وإلا صرنا معيرة وفضيحة عند الملوك، فوعدوه بأنهم سيبذلون غاية المجهود ويقاتلون قتال الأسود، ولما أصبح الصباح ركب الملك خرمند وجيوشه وخرج يريد القتال فالتقاه في الحال جميع الفرسان والأبطال وتقاتل الجمعان، فالتقى أبو زيد بالملك الخرمند فتطاعنا بالرماح وبالسيوف، وما زالا على تلك الحال من الصباح إلى وقت الزوال، ولم يقدر أحد على خصمه فافترقا عن بعضهما البعض وبات كل فريق في ناحية من الأرض.

وفي الصباح برز الملك الخرمند إلى معركة الكفاح وطلب أن يبرز له السلطان حسن فبرز إليه السلطان حسن وقال له أيها الملك إذا أرت أن تنتهي الحرب بيننا فرد لنا المارية حتى ننهي الحرب ونرحل عن بلادكم في الحال، فقال لله كيف أسلمكم المارية وقد قتل أكثر أبطالنا من أجلها، ولكن دونك والقتال وحمل عليه فالتقاه السلطان حسن بهمة وحمية واشتبك بينهما القتال، وكان السلطان حسن أبرع من الخرمند، فلاصقه وضايقه وضربه بالسيف على رأسه شقه إلى تكة لباسه، فلما قتل الخرمند ولت الأعجام وطلبت الفرار، فتبعتها بنو هلال وحكمت فيها السيوف، فلما نظر الملك النعمان ما حل بالأعجام من الذل والهوان، سار إلى السلطان حسن وسلمه المفاتيح وطلب منه أن يكفوا عن القتال فأجابه إلى طلبه، وأمر بوقف القتال فاجتمع الأمراء عند السلطان حسن ورحبوا بالملك النعمان، فسار بهم إلى الحلة وأدخلهم قصر الخرمند فرأوا به الشيء الكثير من التحف الثمينة، فجمعها السلطان حسن ونقلها إلى المضارب والخيام، ثم دخلوا إلى قصر النعمان فوجدوا فيه المارية معززة مكرمة فأخذوها باحتفال عظيم، ثم نادى السلطان حسن بالأعجام وقال لهم لقد أقمت عليكم الملك النعمان وهو ملك عادل فأطيعوه ولا تخالفوه لأنه نائبي في هذه البلاد وسيدفع لنا الجزية في كل عام، فقالوا سمعا وطاعة أيها الملك العظيم.
السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) A7lashare-c62fa282ec
يليه غداً الجزء (5) من تغريبة بني هلال



































ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تـوقـيــعــي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) Tumblr_md78tt9XA11rcw3uqo1_400
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
FaRiDa

مـسـتـشـارة اداريــة


مـسـتـشـارة اداريــة
FaRiDa


الجنس : : انثى

مشاركــاتـي : : 1345
تاريخ التسجيل : 06/06/2013
العمر: : 37
التقييم : 1206

السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) Empty
مُساهمةموضوع: رد: السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب)   السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) Emptyالثلاثاء مارس 11, 2014 5:48 am

الجزء الخامس من قصة الملك الغضبان

السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) A7lashare-c62fa282ec
( قال الراوي ):

كان حاكم بلاد التركمان رجل عظيم الشأن إسمه( الغطريف ) ويلقب بالغضبان، وله عدة وزراء وأعوان ومن جملتهم الوزير النعمان، وهو صاحب معرفة وتدبير في أمور السياسة خبير، وله ابن أخت وكان ولي عده ونائبه نمر الجارح. وكان الملك الغضبان يركن إليه، ولما وصلت جموع بني هلال وخيمت في تلك الأطلال وبلغ الغضبان هذا الخبر تطاير من عينيه الشرر، فاجتمع بوزرائه وباقي الأعوان وعقد معهم مجلسا في هذا الشأن، فقال له الوزير النعان الرأي عندي أن ترسل لملكهم تطلب منه المال، فأجاب الملك أن أرسل الطلب بلغنا القصد والأرب، وان أبى وامتنع ركبنا عليه بكل فارس صميدع، فننهب أموالهم ونسبي حريمهم وعيالهم ونقتل شبابهم ورجالهم، فاستحسن الغضبان هذا الرأي وكتب اليهم بمعناه.

ثم ختم الرسالة وسلمها إلى عبده رشيد وأمر أن يسير بدون إمهال ويسلمها إلى الأمير حسن سيد بني هلال، فامتثل أمره وركب على ناقة وسار حتى أشرف إلى نجع بني هلال، فنزل من على ناقته ودخل على الأمير حسن فسلم عليه وقبل يديه ثم ناوله الكتاب ووقف ينتظر الجواب، فلما فتحه وقرأه واطلع على ما حواه انسغل باله وتغيرت أحواله، فقال له أبو زيد علامك يا أمير حسن فإني أراك في غم وتكدير، فناوله الكتاب فلما قرأ الكتاب قال أنا أرد الجواب.

ثم طوى الكتاب وأعطاه إلى الحاجب، فأخذه وجد حتى وصل إلى مولاه وأعطاه الكتاب فلما فتحه وعرف فحواه مزقه ورماه، واغتاظ الغيظ الشديد، وفي الحال أمر ابن أخته ووزيره نمر الجارح وابن عمه النعمان، أن يجمعا العساكر والأبطال لمحاربة بني هلال، فدقت طبول الحرب واجتمعت العساكر من كل جهة ومكان، وكانوا نحو مائة ألف بطل فركبوا بالعجل وهم معتقلون بالسلاح وفي أيديهم الرماح، وركب نمر الجارح في مقدمة العساكر وجدوا بالمسير قاصدين بني هلال، فلما علمت بنو هلال بقدومهم، استعدوا لحربهم فدقوا طبولهم بالعجل، فاجتمع الفرسان ودخلوا على أميرهم حسن، وهو جالس في الديوان وأعلموه بما جرى فأمرهم أن يسيروا للقتال، فركبوا وفي مقدمتهم الأمير أبو زيد فالتقت العساكر ببعضها البعض، وهجمت بنو هلال بقلوب كالصوان، وانقضوا على عساكر الغضبان، فاشتد القتال وفعل أبو زيد في ذلك النهار فعالا تذكر على مدى الإعصار، وكذلك فعل الأمير دياب وباقي الفرسان، فانهم ثبتوا وقاتلوا وما قصروا، وكان الأمير دياب قد التقى بالأمير نمر الجارح وهو ينخى رجاله، فتقدم دياب يريد قتاله، فصدمه نمر في الحال بقلب أقوى من الصوان واشتد بينهما القتال، وكان نمر قد طعن خصمه بالسنان وقال خذها من يد فارس الفرسان، فغطس دياب تحت بطن الخضرا فأخطأته الضربة، وهجم على خصمه هجوم القضاء المنزل وضربه بالدبوس على الخوذة فتألم وارتد راجعا الى الوراء وندم على ما جرى، وفي الحال هجمت بنو هلال على الأعداء من اليمين والشمال وأذاقوهم الأهوال وقتلوا منهم مقتلة عظيمة وكان النهار قد مضى وزال وأقبل الليل بالإنسدال، فانفصلت العساكر عن بعضها البعض ونزلت كل طائفة في ناحية من الأرض.

ورجع الأمير دياب من ساحة الميدان ودخل على الأمير حسن وهو فرحان فالتقاه بالبشاشة والإكرام، وقال له كيف وجدت خصمك نمر الجارح، أجاب إذا أقصر عمره وأكفيك شره، فشكره على ذلك وباتوا على أحسن حال، أما عساكر الغضبان فإنهم رجعوا من ساحة الميدان وهم في قلق واضطراب من قتال أبي زيد ودياب، وكان نمر قد جمع الأمراء والسادات وأخذ يستشيرهم في أمر الحرب عليه بطلب النجدة من عمه الملك الغضبان فاستصوب رأيهم وفي الحال كتب إلى خاله يعلمه بواقعة أحواله ويطلب منه المعونة.

وطوى الكتاب وختمه وسلمه إلى نجاب يقال له عقاب، فأخذه وجد في قطع البراري والقيعان حتى وصل إلى الملك الغضبان، فدخل عليه وقبل الأرض بين قدميه، ثم ناوله الكتاب فلما فتحه وقرأه، اغتاظ وتأثر وتطاير من عينيه الشرر، وأقس أنه لابد أن يفني بني هلال ولا يبقي أحدا منهم، ثم أمر بجمع العساكر والفرسان فركبت خيولها واعتقلت بسيوفها ونصولها، وركب أيضا الضرغام أخو نمر ووزيره النعمان وقصدوا بني هلال بقلوب كالجبال، وجدوا في البراري وكان عدد الفرسان خمسمائة ألف عنان. هذا ما كان هؤلاء، وأما ما كان من نمر الجارح فإنه بعد إيفاد الرسول لخاله، ركب ثاني الأيام بجميع فرسانه وأبطاله، وتقدم نحو بني هلال فتقابل الفريقان في ساحة الميدان، وتقدم الأمير نمر إلى معركة الطعان فالتقاه الأمير دياب وهجم عليه كليث الغاب واشتبك بينهما الحرب وأخذا في الطعن والضرب، فلله درهما من بطلين وفارسين عظيمين!

أما دياب فكان أشجع من نمر وأقدر من وأعلم منه بمواقع الطعن، وأخيرا طعنه بالرمح في صدره خرج يلمع من ظهره، فوقع على الأرض قتيلا وأيقن قومه بالهلاك والدمار، وطلبوا الهزيمة والفرار، وتبعهم بنو هلال وقتلوا منهم عددا كثيرا، وبينما هم سائرون وفي الفلاة مشتتون، إذا بغبار قد ظهر عليهم ومن خلفه الجيوش والعساكر، فلما اقتربوا منهم وتأملوهم فاذا هم عساكر الغضبان، وكانوا قد خضروا لمعونة نمر فلما رأت العساكر المنهزمة ملكها الغضبان، تقدموا إليه وقبلوا يديه، وأعلموه بما حل فيهم من المصائب، وكيف أن بني هلال قتلت نمر الجارح، فلما سمع الملك الغضبان منهم هذا الكلام خرج عن دائرة الصواب فشخر ونخر وطغى وتجبر، وقال وحق ديني ومعبودي لابد من قتال بني هلال والتقتها بنو هلال تتقدمها السادات والأعيان، والأمير حسن بن سرحان، واشتبك الطعان بين الفرسان والتقى الضرغام بالأمير حسن وهو ينخى العساكر، فالتقاه الأمير بقلب أقوى من الصوان واخذا يتضاربان نحو ساعة من الزمان، وكان الامير حسن قد طعن ضرغام قاصدا أن يسقيه كأس الحمام فاختفى تحت بطن الجواد فراحت خائبة، ثم اعتلى الضرغام على ظهر حصانه وطعن الامير حسن فالتقاه بترس البولاد، وما زالا في عراك وصدام الى ان دقت طبول الانفصال، ورجعت العساكر من ساحة القتال، وفي الصباح ركبت العساكر الفرسان ظهور الخيول وتقدمت الى ساحة الميدان، فتقدم الامير ضرغام وطلب المبارزة والصدام، فبرز اليه الامير عقل وهجم عليه بقلب شديد، فالتقاه بقوة واخذا في الحرب فاشتد بينهما القتال مدة اربع ساعات، وكان الامير عقل قد استظهرعلى خصمه وطعنه بالرمح في صدره خرج يلمع من ظهره، فوقع الضرغام قتيلا وفي دماه جديلا، فلما نظر الغضبان ما جرى استعظم الامر وهجم على عقل وطعنه بالرمح ليعدمه الحياة فخلى منها عقل فراحت خائبة، وما زالا في قتال الى قرب الزوال، فرجعت بنو هلال في السرور والافراح، وعساكر الغضبان بالهم والاتراح، واخذوا جثة الضرغام واقاموا عليها النواح ثم كفنوه ودفنوه، ولما اصبح الصباح ركبت بنو هلال للحرب والكفاح،فالتقتها الاعداء وصاح الغضبان اين الشجعان اين جبابرة الضرب والطعان؟ فما اتم كلامه حتى صار الامير دياب امامه وصدمه صدمة ترتعد منها قلوب الفرسان، فالتقاه الغضبان وضربه بالسيف فالتقاه دياب بدرعة البولاد فانكسر السيف فأعطاه قومه غيره.

واشتد بينهما الحرب والكفاح الى ان اختلف بين الاثنين ضربتان قاطعتان وكان السابق الملك الغضبان،وقال له خذها من يد فارس الميدان وليث المعارك والطعان، فغطس دياب تحت بطن الخضرا راحت الضربة خائبة، وما زالوا على ذلك وهم في اشد حرب الى قرب لمساء، فدقت طبول الانفصال فرجعت الفرسان من ساحة الميدان وباتوا يتحارسون تحت مشئية الرحمن، وعند الصباح برز الغضبان الى ساحة الكفاح وطلب مبارزة الفرسان فبرز اليه ابو زيد ليث الميدان. واقتتلا طول النهار وفعلا افعالا تذهل الابصار، ثم افترقا على سلام الى المضارب والخيام، واستمر القتال بين عساكر الغضبان وبني هلال ستة عشر يوما وقد قتل من عسكر الغضبان عشرون الف فارس ومن بني هلال خمسة الاف فارس، ثم استعدت العساكر للقتال فدقت طبول الحرب وتقدمت الفرسان للطعن والضرب، فبرز الى الميدان الملك الغضبان، وقال هل من مبارز هل من مناجز؟ فلا يبرز لي كسلان ولا عاجز اليوم يوم الهزاهز، فما تام كلامه حتى صار ابو زيد قدامه فالتقاه الغضبان بقلب شديد وأخذ معه في عراك وصدام.

فلما رأى أبو زيد قوة حربه تأخر عنه فعند ذلك صاح الغضبان على الفرسان بالهجوم على بني هلال. وكانت بني هلال قد قصرت في القتال، فتأخرت الى الوراء وعساكر الغضبان تتبعهم في تلك الصحراء وبعدها اجتمع ابو زيد بسادات بني هلال وقال لهم قد ساءت احوالنا وفقدت ابطالنا ورجالنا فما هو رأيكم ايها الاعيان في قتل الملك الغضبان؟ فقالوا الرأي عندك يا أمير فما فينا من يخالفك، فقال الرأي عندي نكون اربع فرق ونهجم على الاعداء من اربع جهات نسد عليهم جميع الطرق، وتكون الجازية في اول العماريات مع باقي النساء والبنات واهجم انا من جهة الشمال والامير زيدان والامير حسن والقاضي بدير من بقية الجهات بباقي الابطال، ونقاتلهم اشد قتال والا حل بنا الوبال، فاستصوبوا رأيه لانهم رأوه عين الصواب.

ولما اصبح الصباح ركبت الفرسان للحرب والكفاح وانقسمت بنو هلال اربع فرق، وكان السابق بفرقته الامير دياب فصاح على الفرسان وحكم سيفه بالرقاب وتبعه أخوه زيدان بكل الفرسان بقلوب أقوى من الصوان، وجندلوا الابطال في ساحة الميدان، ولما رأى الغضبان ما حل بقومه من الهوان استعظم ذلك الشأن فجعل ينخي الابطال وتقدم بنفسه وقد هانت عليه المنية وضرب فيهم بالحسام وتبعه الفرسان من خلف وقدام، فثبت الشجاع وفر الجبان، واذا بجيوش وعساكر الامير حسن بن سرحان راكب ببني دريد وابو زيد ببني زحلان والقاضي بدير بباقي الرجال والشجعان، ومن حوله السادات بالبياق والرايات، فهجموا على عساكر الغضبان من كل جهة ومكان، واشتد قلب دياب بقدوم القوم وامل بالنصر فقاتل اشد قتال، وهكذا فعات بنو هلال وكان يوما شديدا لم يسمع مثله في سالف الاجيال، وكان الملك الغضبان قد برز الى الامير دياب وهو غائب عن الصواب، ودياب يدور حوله مثل ادولاب وهو ثابت على الحرب والجلاد كأنه طود من الاطواد، فعند ذلك تقدم الامير حسن والامير زيد وهجموا هجمة رجل واحد على الغضبان وبهذه الفعال هان على دياب القتال، فقوم السنان وقال له خذ هذه الطعنة من يد الامير دياب وطعنه بالرمح في صدره. وتحمس دياب ومال على الابطال ففرقها على اليمين والشمال، وتبعه بنو زغبي الشجعان وبنو زحلان وهجموا على عساكر الغضبان بقلب اقوى من الصوان، وكانت عساكر الغضبان لما رأت ملكها قد مات حلت بها الآفات وضعفت عزيمتها وايقنت بالهلاك والبوار فولوا الادبار الى الهزيمة والفرار، فتبعتهم فرسان بني هلال وقتلوا منهم مقتلة عظيمة وكسبوا غنائم ذات قدر وقيمة، وكانوا قد تبعوهم الى البلد ونهبوا الاموال وسبوا الحريم والعيال، وبعد ذلك رجعوا الى الخيام ثم حضر ابن الملك الغضبان، وكان اسمه عبد المدان، الى عند الامير حسن بن سرحان وبمعيته الاكابر والاعيان، وطلبوا منه الامان فاجابهم الى ذلك الشأن وعاملهم باللطف والاحسان، وبعد ذلك ولوا الامير عبد المدان حاكما على تلك الاوطان مكان ابيه، وقامت بنو هلال في الاوطان خمسة ايام ثم دقت طبول الحرب الى الارتحال، حتى وصلوا الى بلاد العراق ولما وصلوا اليها وجدوا ان الحاكم على تلك البلاد رجل من الاجواد قد اتصف بالجود والكرم والفضائل، يقال له الخفاجي عامر، يحكم على البصرة وبغداد والموصل والعراق، وكان عنده من الابطال والفرسان نحو مائتي الف عنان. فبينما هو جالس في الديوان وحوله الوزراء والاعيان، اذ دخلت عليه الرعيان وقالوا له اعلم يا ملك الزمان ان بني هلال قد دخلت ديارنا وأكلت ثمار بساتيننا، وقد هربت من امامهم الرعيان وتركت النوق والفصلان. فلما سمع الخفاجي هذا الكلام صار الضياء في عينيه كالظلام، والتفت الى الامراء وقال لهم ما قولكم في بني هلال؟ فعند ذلك تقدم الوزير عميرة واشار عليه مشورة
• ( قال الراوي ):

فلما فرغ الوزير من الكلام قال الخفاجي هذا هو الصواب والامر الذي لايعاب، ثم كتب الى الامير حسن يطلب عشر المال والنوق والجمال والبنات الابكار، وطوى الكتاب وختمه واعطاه لوزيره سلام ليأخذه الى الامير حسن، فأخذه وجد حتى وصل الى نجوع بني هلال، فدخل على الامير حسن وناوله الكتاب، فلما قرأه وعرف فحواه اغتاظ من ذلك التهديد وخاف من عواقب الامور ثم انه امر بأخذ الوزير الى دار الضيافة ثم قال الرواي ما الرأي والشور ايها السادة؟ قالوا الرأي عندك فافعل ما تريد.

فقال مرادي ان ارسل له كتابا ينطوي على المودة وانتظر الجواب فقال الجميع هذا هو الصواب، فعند ذلك كتب الامير حسن شعرا واعطاه الى الوزير سلام فأخذه وسار حتى اشرف على الخفاجي عامر، فأعطاه الكتاب ففتحه وقرأه وعرف فحواه، وراح يرحب بهم أجمل ترحيب، وكذلك شكره الامير حسن، فلما فرغ الامير حسن من كلامه، انشرح خاطر الخفاجي عامر وتقدم بعده الامير درغام واشار يترحب ببني هلال، ثم ركبت بنو هلال مطاياهم والخفاجي عامر ودخلوا البلد في فرح وسرور، وتفرقت عرب بني هلال في تلك الاراضي وأما الامير حسن والسادات فبقوا عند الخفاجي عامر على أكل طعام وشرب دام مدة ثلاثة شهور وهم على أحسن حال، فاتفق في بعض الايام ان الخفاجي أولم وليمة عظيمة دعى اليها الامير حسن وسادات بني هلال، وحضرتها النساء والبنات فأكلوا ولذوا وطربوا ودارت كاسات المدام على من حضر في ذلك المقام، وكانت البنات والنساء الحراير يشربن على اسم الخفاجي عامر، وكانت الجازية بديعة الجمال فصيحة المقال تقدمت الى الخفاجي عامر تصف له محاسن بنات بني هلال وما خصهن الله به من اللطف والكمال والظرف والجمال واشارت تقول:

تقول فتاة الحي ام محمد
ونيران قلبي زايدات اشعال
ان الامارا يا امير بناتهم
مثل االظبا في الحسن والاشكال 
اما جمال الطعن بنت سلامة 
الوجه منها مثل بدر قد مال
وبنت ابو موسى دياب الماجد
فعيونها يا امير كعين الغزال

وبنت قاضينا بدير الفايد 
تشبه غزالا بالفلاة جفال
وبنت سلطان البوادي ابو علي 
شبيهة البدر في بهاه وكمال
انظر لحسني يا امير فانني
اجمل والطف من نساء هلال

فلما فرغت الجازية من هذا الوصف شكرها الخفاجي على شعرها ونظامها ثم نهض الامير حسن وشكر الخفاجي على ذلك الاكرام وقال له، اريد من فضلك ان تشرفني غدا بجميع رجالك لاجل الطعام وشرب المدام، فاجابه الى ذلك فأولم الامير حسن وليمة عظيمة ذبح فيها الف رأس من الاغنام فكانت أعظم الولايم لم يسمع مثلها في الاعارب والاعاجم، حضر فيها الخفاجي عامر وقومه وسادات العشائر وجلسوا على مائدة الطعام ودارت بينهم كاسات المدام فطربت الامراء والسادات فعند ذلك بدأ الامير حسن والخفاجي يتبادلان التحية من جديد، ولما فرغ الخفاجي من الكلام أمر حسن بالرحيل فقال الخفاجي لا بد من مسيري معكم الى تونس، فلما سمع أبوه الضرغام منه هذا الكلام لم يهن عليه ذلك الامر، لانه ليس له صبر على فراقه ساعة واحدة، فلم يقبل الخفاجي وطلب من ابنته وزوجته ان يذهبا معه الى تلك الديار ويتركا الحي، فامتنعتا عن المسير وبكتا بدمع غزير ثم تقدمت ابنته ذؤابة واشارت تنهيه عن السفر وتقول:
تقول ذؤابة يا ابي لاتسافر 
فتترك الاهل في عنا ومصاب
فما لك يا امير في الغرب حاجة 
ولا لك بها مال ولا أسباب 
ولا ثار لك عند الزناتي خليفة
ولا دم لك أيضا ولا أصحاب 
فكيف تشتتنا وتطلب بعادنا
ونبقى ضايعين في عنا وحساب 
وتبقى الهلاليين مجموع شملهم
ونحن بلا أهل ولا أصحاب

وبعد ذلك حضرت سادات العشائر لوداع الخفاجي عامر، فودعوه بالبكاء والنواح، ودعوا له بالتوفيق والنجاح، ثم امر المير حسن بدق طبل الرحيل، فعند ذلك هدت المضارب وركب الفرسان ظهور النجايب، واعتقلوا بالسيوف والنصول وركبت النساء والبنات في الهوادج وامام الجميع زوجة الخفاجي وابنته و الجازية ونساء الامراء والسادات وكان الخفاجي من افرح البشر في هذا السفر.
السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) A7lashare-c62fa282ec
 السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) 519773717 
انتظر ردودكم



































ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تـوقـيــعــي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) Tumblr_md78tt9XA11rcw3uqo1_400
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ٱنٌـــےـسًےــــة
:الادارة العامة:
:الادارة العامة:
ٱنٌـــےـسًےــــة


الجنس : : انثى

مشاركــاتـي : : 11229
تاريخ التسجيل : 06/06/2013
العمر: : 32
التقييم : 9443

السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) Empty
مُساهمةموضوع: رد: السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب)   السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) Emptyالثلاثاء مارس 11, 2014 5:54 am

دمتي لنا بتمييزك وعطائك الجبار 



موضوعك رائع ينقل لقسم المواضيع المميزة



السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) Uus-oo10



































ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تـوقـيــعــي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) Image38378






كُل مُبْتَسِم لَآ يَعْنِي أَنَّه سَعِيْد !
و كُل بَشُوش لَآ يَعْنِي أَنَّه قَد خَلَت دِنْيآه مِن الْدُّمُوْع !!
. . . ف حَتَّمَآ هُنَآك " أَقْنِعـه " مَجْبُوْرُوْن عَلَى إِرْتِدآئِهَآ ،

لَآ تَعْنِي ب أَنَّنَآ منَآفقُوُون ،، لآآِآ
فَقَط حَتَّى يُطَلِّق عَلَيْنَآ ( بَشِّر طَّبِيُعُيُّون )
و حَتَّى عَن إنّكِسِآرنَآ لَآ يَعْلَمُوْن !



السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) Tumblr_lsfidvC1EK1qevr3bo1_500
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نرجس الجزائرية
عضو نشيط
عضو نشيط
نرجس الجزائرية


الجنس : : انثى

مشاركــاتـي : : 52
تاريخ التسجيل : 09/03/2014
العمر: : 25
التقييم : 52

السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) Empty
مُساهمةموضوع: رد: السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب)   السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) Emptyالسبت مارس 15, 2014 2:14 pm

موضوع ممتاز heart3 



































ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تـوقـيــعــي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جزائرية وافتخر والي مو عاجبو ينتحر ويكتب على قبرو
 تحديت بنت الجزائر وماقدرت ..flower 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أَنْفَـاسْي
عضو نشيط
عضو نشيط
أَنْفَـاسْي


الجنس : : انثى

مشاركــاتـي : : 238
تاريخ التسجيل : 03/07/2013
العمر: : 29
التقييم : 231


السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) F0tiotxjgb28
[/img][/center]


السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) Empty
مُساهمةموضوع: رد: السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب)   السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) Emptyالجمعة مارس 21, 2014 2:26 am

باركالله فيــــــــــك 
وجعل ما كتبت في ميزان
حسناتك يوم القيامة .

جزاك الله خير على هذه الأسطر
والكلمات الإيمانيه القيمه

وجعل ما طرح في موازين حسناتك
وانارالله دربك بالإيمان وطاعة الرحمن
أنار الله قلبك ودربك ورزقك برد عفوه وحلاوة حبه ..
حفظك المولى ورعاك وسدد بالخير خطاك ..
أمنياتي لك بدوام التوفيق والتألق والإبداع
دمت بحفظ الله ورعايته
احتــــرامي وتــقديري...
{ لروحك تتدلى أغصان الجنه }
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سمو الامير البغدادي
: المدير العام :
: المدير العام :
سمو الامير البغدادي


الجنس : : ذكر

مشاركــاتـي : : 1210
تاريخ التسجيل : 20/07/2014
العمر: : 33
التقييم : 1202


السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) F0tiotxjgb28
[/img][/center]


السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) Empty
مُساهمةموضوع: رد: السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب)   السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) Emptyالأحد يوليو 20, 2014 9:24 pm

سلمت يداك لمـآاطرحت
دمت مبدع متـآالق في سمـآاء هذا ـآالصرح ـآالشامخ
تقبل مروري ـآالمتواضع



































ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تـوقـيــعــي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(   heart3   P     heart3 )




السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) 16291
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Adnan B!H
: المدير العام :
: المدير العام :
Adnan B!H


الجنس : : ذكر

مشاركــاتـي : : 294
تاريخ التسجيل : 17/08/2016
العمر: : 27
التقييم : 292

السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) Empty
مُساهمةموضوع: رد: السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب)   السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) Emptyالأربعاء أغسطس 17, 2016 8:02 am

:.. شكرا علي الطرح الوافي والإبداعي
شرفني التواجد والقراءة :. ..


بالتوفيق دائمـاً




تحيــــآتــي
3dnan



































ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تـوقـيــعــي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أسـامح .. لأرتـــاح السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) 1275395536
وأتنـنــاسـي لأبتسم , وأصمت لأني لا أريد أن أجادل السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) 4190249191
واتـجاهل لأن لاشيئ يستحق .. السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) 4272158338
وأصبـر لأن ثقتـي بالله ليس لهـا حدود السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) 2207101541

3dnan
السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) 2084170498
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الانسهه المحترمهه
عضو نشيط
عضو نشيط
الانسهه المحترمهه


الجنس : : انثى

مشاركــاتـي : : 54
تاريخ التسجيل : 10/09/2016
العمر: : 21
التقييم : 54
عراقيه عاشقه اهل البيت***
~~~O.o°"SMS "°o.O~~~ : اهلا وسهلا بكم ولاكن دون ازعاج ))

السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) Empty
مُساهمةموضوع: رد: السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب)   السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) Emptyالسبت سبتمبر 10, 2016 4:11 am

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
كيفك ان شاء الله بخير وتمام الصحه يارب
موضوع كتير رائع وجزاك الله خير ع الطرح الرائع
تم التقيم +رد على تعبك شكرا الك ومت بخير في حفض الرحمن
في امـــــــــــــــــــــــــــــــ الله ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــأأأن
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» طريقة كتابة السيرة الذاتية
» أنابيلا هلال تلهب حفل الـ «biaf» بفستان ممزق.. صور
»  بلاد الشاي سريلانكا
» بلاد العرب أوطاني

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى القمر المضيء :: منتدى مدونات والمواضيع المميزة :: قسم المواضيع المميزة-
انتقل الى:  
المواضيع الأخيرة
» ### ما هو السكراب الأخضر وفوائده للبشرة
السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) Emptyأمس في 5:28 am من طرف rowidaphil

» شركة غسيل خزانات بمكة
السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) Emptyأمس في 2:24 am من طرف مها سيد

» شركة تنظيف كنب بالمدينة المنورة
السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) Emptyالثلاثاء سبتمبر 17, 2024 11:55 pm من طرف مها سيد

» **تجميل الجلدية: خطوات نحو بشرة متألقة وصحية**
السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) Emptyالثلاثاء سبتمبر 17, 2024 7:09 am من طرف rowidaphil

» الفرق بين **الذهب** و**المجوهرات**
السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) Emptyالإثنين سبتمبر 16, 2024 2:33 pm من طرف rowidaphil

» فساتين شيفون في السودان
السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) Emptyالأحد سبتمبر 15, 2024 1:39 am من طرف مها سيد

» شركة عزل خزانات بجدة
السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) Emptyالأحد سبتمبر 15, 2024 1:26 am من طرف مها سيد

» ### سبا الرجال: الاسترخاء والرفاهية للرجل العصري
السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) Emptyالسبت سبتمبر 14, 2024 6:00 pm من طرف rowidaphil

» سماعات ايفون
السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) Emptyالأربعاء سبتمبر 11, 2024 1:23 pm من طرف مها سيد

» شركة تنظيف منازل بمكة
السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) Emptyالأربعاء سبتمبر 11, 2024 6:22 am من طرف مها سيد

» شركة مكافحة ثعابين بجدة
السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) Emptyالأربعاء سبتمبر 11, 2024 5:30 am من طرف مها سيد

» ## الشماغ الرجالي الفخم: رمز الأناقة والتميز
السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) Emptyالثلاثاء سبتمبر 10, 2024 6:23 am من طرف rowidaphil

» شركة تنظيف خزانات بالمدينة المنورة
السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) Emptyالأحد سبتمبر 08, 2024 1:40 pm من طرف مها سيد

» عصافير للبيع في السودان
السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) Emptyالخميس سبتمبر 05, 2024 1:54 am من طرف مها سيد

» شركة تنظيف منازل بالدمام
السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) Emptyالخميس سبتمبر 05, 2024 12:47 am من طرف مها سيد

» تنظيف منازل ابوظبي
السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) Emptyالأربعاء سبتمبر 04, 2024 2:39 am من طرف مها سيد

» شركة غسيل سجاد بالمدينة المنورة
السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) Emptyالثلاثاء سبتمبر 03, 2024 12:35 am من طرف مها سيد

» شركة مكافحة النمل الابيض بجدة
السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) Emptyالأحد سبتمبر 01, 2024 12:37 am من طرف مها سيد

» **فوائد مساعدات بروفندر: تعزيز الأداء والراحة في القيادة**
السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) Emptyالخميس أغسطس 29, 2024 8:16 am من طرف rowidaphil

» افضل سماعة ايربودز
السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) Emptyالخميس أغسطس 29, 2024 6:16 am من طرف مها سيد

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
مها سيد
السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) I_vote_rcapالسيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) I_voting_barالسيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) I_vote_lcap 
rowidaphil
السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) I_vote_rcapالسيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) I_voting_barالسيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) I_vote_lcap 
أفضل 10 فاتحي مواضيع
ٱنٌـــےـسًےــــة
السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) I_vote_rcapالسيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) I_voting_barالسيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) I_vote_lcap 
rosyo san roman
السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) I_vote_rcapالسيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) I_voting_barالسيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) I_vote_lcap 
مها سيد
السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) I_vote_rcapالسيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) I_voting_barالسيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) I_vote_lcap 
Pяɪиcєss
السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) I_vote_rcapالسيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) I_voting_barالسيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) I_vote_lcap 
**سهى**
السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) I_vote_rcapالسيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) I_voting_barالسيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) I_vote_lcap 
FaRiDa
السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) I_vote_rcapالسيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) I_voting_barالسيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) I_vote_lcap 
القمر المضيء
السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) I_vote_rcapالسيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) I_voting_barالسيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) I_vote_lcap 
زهرة البستان
السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) I_vote_rcapالسيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) I_voting_barالسيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) I_vote_lcap 
عضو مشاغب
السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) I_vote_rcapالسيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) I_voting_barالسيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) I_vote_lcap 
ŠecяeŢ SρiriŢ
السيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) I_vote_rcapالسيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) I_voting_barالسيرة الهلالية(تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب) I_vote_lcap