يجب أن نقرأ.. يجب أن نقرأ إذا رغبنا في أن تتطور أمتنا.. يجب أن نقرأ لكي نستطيع تلمس طريقنا.. يجب أن نقرأ لكي نجد الحلول لمشاكلنا..
لا يكفي أن نقرأ سطرًا أو سطرين أو نكتفي بالعناوين والمقدمات، بل يجب ان نتعمق بالقراءة.
من يقول إنه يحب وطنه, ويحب أهله, يجب أن يقرأ.
من يقول إنه يريد التغيير للأفضل يجب أن يقرأ.
من يقول إنه يريد الإصلاح يجب ان يقرأ.
من يقول إننا يجب أن نتقدم, يجب أن يقرأ.
من يقول ذلك ولا يقرأ فهو كاذب, لأن القراءة هي أهم طريقة لإدخال المعلومة إلى عقلك, وإذا لم تقرأ, سيكون العقل فارغًا, أو مليئًا بأنصاف المعلومات وهذا أخطر من عدم وجود معلومة.
القراءة تضيف إلى العقل عقلا آخر, وكلما زادت قراءتك كلما أضفت عقولا إلى عقلك تفكر معك, تريك طرقًا أخرى لرؤية نفس الموضوع، وحلولا أخرى لمشكلاتك، وسبلا جديدة لتطوير نفسك ووطنك.
تصوروا طبيبًا لا يقرأ, تصوروا محاميًا لا يقرأ, تصوروا طالبًا للإصلاح لا يقرأ.
يستحيل أن يكون هذا طبيبًا جيدا أو ذاك محاميًا متمكنًا, وكيف يكون هذا مصلحًا حقيقيًا؟
لنعوّد أنفسنا على القراءة, إذا أردنا أن تكون لنا مكانة في هذا العالم, فبدونها لن تكون لنا مكانة, ولن يكون لنا حتى مكان.
تذكروا أن معجزة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أنه كان أميًا, فلم يحصل علوم الأولين, فكان البديل المنطقي لكي يأتي برسالة كاملة هو الوحي, فهل من لا يقرأ ينتظر الوحي؟
قد يقول قائل كيف نعرف الغث من السمين, والصواب من الخطأ, فكثير من المفكرين لديهم أخطاء؟
إن علاج هذا بالقراءة, فالكتّاب المتطرفون في أفكارهم سواء دينية أو سياسية أو اجتماعية ساهموا في إثراء العلوم وذلك لأنهم تسببوا في حركات مضادة لهم، تقرأ كتبهم وتناقش أفكارهم.
فمثلا ما كان لابن تيمية أن يرد على الفلاسفة لولا دراسته الفلسفة، ولا علماء السنة أن يردوا على المعتزلة لولا قراءة إنتاجهم وتفنيد نظرياتهم. والغزالي لم يكن ليرد على ابن رشد لولا أن قرأ فكره وفهمه.
الدفاع عن فكرة معينة لابد أن يكون عن قناعة كما قال أحد المفكرين الغربيين "إن دفاعك عن فكرة لا تملك عليها دليلا، ذلك هو الخيانة الذهنية العظمى".
لنقر أننا لا نحب وطننا, ولا أهلنا, ولا نرغب في التطور والإصلاح حبًا ورغبةً بما يكفي لنتحمل أن نقرأ, فنحن نبحث عن صورة جميلة أو معبرة, جملة أو جملتين صيغتا بطريقة جميلة,
نبقى على النت ساعات, نخرج من موقع إلى موقع, نشاهد فيديو أو نرى صورة, رضينا من السلامة بالإياب. لا نقرأ ولا نكتب ولا نناقش. عقولنا لا تتطور. بينما لدينا القدرة والإمكانية والمقومات أن نطورها.
يجب أن نقرأ لكي لا أن نكون أكوابًا يسكب فيها الآخر ما يشاء.. يجب أن نقرأ لكي يكون لنا عقل تحليلي يرفض الغث ويقبل السمين, يجب أن نقرأ لتكون لنا شخصيتنا, يجب أن نقرأ لكي نميز بين السم والعسل.
يجب أن نتعلم القراءة, ونعلم أطفالنا القراءة, فهذه مسئوليتنا وواجبنا تجاه وطننا, أصبح العلم متاحًا للجميع, لا تبعدك عنه سوى ضغطة زر.
فهل نحن لهذا الزر ضاغطون؟
القراءة هي المفتاح "السحري" للتطور والتقدم, وأدلة ذلك كثيرة, فمتى نمتلك هذا المفتاح؟
بالطبع لا أتهم الكل, ولكن لنكن صرحاء, أتكلم عن الكثير.
يجب أن نقرأ لكي نلتقي على درب الحرية والكرامة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تـوقـيــعــي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ