رواية شرقية بين زوايا شارع الشانزليزيه ,في ظل الربيع العربي ...

[color][font]



[/font][/color]

(9)

نظرت إليه وهي تضع الحجاب كاملاً على جسمها وتفرش السجاد تجاهه 

قبلتها لتعلن لنفسها الصلاة وقالت تمتم:فالتفعل بي ماشئت .

رفعت يداها لتكبر وتصلي ..

وذلك المنظر لاتفارقة عينا تشالز العميقة التفكير وعاملة التنسيق الملابس

تشيح له بذلك المعطف حتى يلتفت لها ولكنه سارح في عمق صلتها بربها 

ووثوقها به حتى انها تصلي بأريحيه امامه وهو اللذي يهددها لهذا السبب..

أنتهت من صلاتها لتنظر إليه وهي تبتسم وترفع على فمها وأنفها الكمامة 

الطبية ..

أستفاق تشالز من تلك الصور المهلكه له على صرخت جون وهو يقول:تشاااالز ..

تباً لك لقد أغضبت المصور..وتأخرت لخمس دقائق..

بعد 3ايام من الأحداث الغير مستحقة الذكر..

تشالز يتفقد محفظته لكنه لايجدها ..قال لجون:يجب أن انرجع للأستديو فلقد 

نسيت محفظتي هناك

نظر إليه جون بعيون متعبه وقال:إذهب بمفردك فانا حقاً تعب..

قال تشالز:وماذا أفعل بالمعجبين ياصديقي ..وايضاً كيف لي أن أصل

لمفاتيح الأستديو

نظر جون إليه وقال:أنك لاتستطيع أن تعيش دون حتى لساعة ..اذهب بمفردك 

أو أتركها للغد ..أنظر أنني أدفع للنادلة النقود

قال تشالز غاضب:وكيف لي أن أتركها للغد ..والغد هو يوم اإجازة..

ثم نهض غاضب.

ذهب لمركز التصوير ..صرخ ينادي ويقول: يا ..هيه ..ياحارس الأستديو..

ولكن ماممن مجييب أقترب للباب لينظر ماإذا كان مفتوحاً ..فُتح الباب نظر 

للداخل ..ألتفت يمنةً ويساراً..ولكن مامن أحد..

نظر لقاعة الأستديو الرئيسية ..وجدها مرتديه إحدىالفساتين الموجودة للتصوير ..

راى مفاتنه بارزة مع ذلك الفستان الأسود المخملي وتلك الألوان التزيينيه على 

وجهها البرئ وذلك الروج الأعنابي وتلك التسريحة الكلاسيكيه..

أقترب من نافذه زجاجيها ليراها بوضح أكثر ..نظر إلى حركاتها في تقليد

تهكم تلك الممثلة معهُ..نظر لحركاتها الإستعراضيه..إبتسم بإستخفاف 

وقال بتمتمه:شرقية مجنونه ..

"وضحك بخفه لتقطع هيه صمته وهي ممسكة بعصاء تلك المكنسة وتغني 

أغنيه شرقية هايمةٌ بها ..

أنفرجت شفتاه دهشة مما يرى ..ياإللهي ماذا فعلت أمها لتأتي بها على

هذا الكوكب..يإللهي ماأجمل صوتها ..أنظر يا تشالز إلى تموج جسمها 

مع ألحانها العذبه ..

تلك أوتار قيتار ..تلك أله مسيقية لامحال ..تلك مغنيه عربية تتقن الغناء ..

لا بل تلك ملاك من السماء أتى إلي ..نظر إليها ليرى دمعها ينهمر وهي تغني

بعذوبه ..نظر إل عيونها المغلقه تماماً و دمعها يتخلخل بين رمشها الهلك

وتحت ذقنها النحيل تجتمع الدمع و يتخذ مجراه على حدتهُ ..نظر إلى يديها 

وفوق عينها اليمنى ..وقال :تلك الجروح من مسببه لك..

صمتت وهي تنظر بريبه لمدخل القاعة نظرة إليه واذا به ذلك الممثل البريطاني ..

قالت له وهي تضع بعضالمعاطف عليها :م..ماذا تريد..

نظر إليه ليوقن أنه أقترب كثيراً وقال:سحقاً لكِ ماذا تضنني أريد ..كنت أبحث 

عن محفضتي ..ماللذي كنتي تتوقعينه ..شرقيةٌ سـ...

قالت له غاضبه:حسناً إبتعد وأنت تبحث عنها ..

ابتعد بسرعة وهو يبحث عنها ويشتمها ويشتم دينها وعروبتها 

وهي تنهره..

قال لها:ماللذي أتى بكِ هناء على أيت حال ايتها المغفلة

نظرت إليه غاضبه:وهل ذلك الشئ محير بالنسبه لك

أجابها مستغرب وهو ينخفض ليبحث تحت طاولة:نعم هو محير

قالت له ساخرة:اذاً لن أجيب عليك حتى تحترق من داخلك على هذا..

غضب حينما رفع رأسه وهو يريد أن يرد على كلماتها فقترب منها

وأمسكها وهو يقول:شرقيةٌ سـ.....أنظري ماذا فعلتي برأسي ..

ضحكة من موقفه وقالت وهي تحاول الإبتعاد:هههههههههههههه ..

وماشأني انا ..غربيٌ أحمق

نظر إليه وهو يضغط بقوةٌ أكبر على ذراعها وقال:مجنونةٌ ..شرقيةٌ 

مجنونة ..أتعلمين أنني أكره تلك الـ

أمسكت برذراعه وهي تجري لتغلق عليه وعليها الباب ..

نظرإليها مستغرب ثواني وخطر على باله فكرة جنونيه وقال صارخاً

:ماللذي تريدينهُ مني ..ســ...عــ....ماللذي ترمين إليه بتلك الحركات

نظر إليها وهي تقترب منه وتنزع من على كتفيها تلك المعاطف سابقاً

قال لها وهو يغمض عيناه:إبتعدي أيتها الشرقيةُ الـ...

قالت له وهي تضع أصبعها على شفاته وبالعربيه قالت :أرجوك أبقى

صامت.

صعق ..وهو يربط تلك الكلمات قال لها بصوت أقرب للهمس:سارآ..

نظرت إليه وهو يتذكر تلك اللحظة بشارع الشانزليزيه راى تلك العيون 

الغير واضحه آن ذاك بسبب ظلمة المكان ..تلك هي العيون ماهي تلك الرهبة

اللتي بها ..وماهو سبب خوفها وذعرها..

نظر إليها وهو يتذكر تلك الندبة والجروح وقال :هل هو هنا

قالت له وهي متوترة وتشعرر بحراره تسري في جسمها وأطرافها يكاد الدم

يتوقف عنها :شو...شوف..شوفالييه

نظر إليها وقال:هو من أعتدى عليك في السابق؟!

نظرت إليه ليس لأنها تتسأل من أين علم ولكن لتذكر تلك اللحظات ..أغلقت 

عيناها وبللت ملابسها وهي تحاول أن تضع لتلك الأعراض حد..

قرأت المعوذات "وهي ترتجف خوفاً..

نظر إليها تشالز وهو يتمتم:حقاً ..حقاً.."ثم ثار غضباً ليحاول فتح الباب..

صرخ عليه وهي تجري لتقف على الباب وكأنها تحتضن وتقول بالعربية

:لا أبقى هادئ أرجوك لمره لمره واحد سأكون لك ممتنه

لم يفقه كلماتها ولكن عيونها الراجيه جعلته يصعق وينهار أمامها وهو 

يقول:حسناً

خارت بقواها بجانب الباب ..

(لتسأل ذلك الجد من هو الأفضل الأبن البار أم الصديق الوفي___

أقسم لك أنه سيبتسم ويقول:ابني قد تأخذه العاطفه لأنقاذ أبنائه ولكن 

صديقي سينقذني دون تردد)

نظرإليها وهو يقول:أوقسم لكِ بأمي أنه سيأتي ..

حاول أن يتصل ..ولكن عبثاً لايرد مطلقاً..نظر إلى الساعة ..إنها الـ2

ليلاً وتلك الممثلة اللتي تريد مواعدته بالفندق بإنتظاره..

قال جون يعتذر:إسمعي يآعزيزتي ممثلنا الكبير قد يتغيب كثيراً فعذراً لكِ..

,
نظر إليها وهي خجلة وخايفة وقال:ومنذ متى وهو يأتي بأصدقائهه هنا

قالت له:وماشأنك أنت ..

نظر إليها وهو يتمتم:شرقيةُ غبية..

نظرت إليه وهي تقول:شكراً لك

قال لها وهو يحاول أن لا تثير شفقته:وماذا علينا فعله الآن أنستي الشرقية .

نظرت إليه وهي تسمع قرع الكؤس وقالت:أسفة ولكنني لاأستطع أن أفتح

لك الباب..

نظر إليها وإذا بها تحاول تغطيت الممبلل من فستانها وهي خائفة وقال

:أنك غبية ..ألم تري فستانٌ بحياتك..ألا تعلمين أن ذلك الفستان قد صمم

من أجل مسلسلي خصيصاً من قبل "المصمم بيار كترا

والآن أنتي أتلفتيه .. حقاً أنكِ حمقاء

نظرة إليه وإذا به يجلس وخلفه الباب ويكمل:أريد أن سألك بخصوص

ذلك أمراً مهماً..

أجابته سارآ وهي تذهب وتأتي في الغرفة:ماذا هناك

قال تشالز وهو يتذكر تلك الفتاة في شارع الشانزليزيه:هل أنتي عـ...

حينما جعلتي شوفالييه وأصدقائه يفعلون ذلك...

نظرت إليه بمشاعر مختلطة"رعب/حزن/كبرياء ينهار أمامه /غربيٌ 

يتهجم عليها "وقالت بصدق :أنت لاتعلم شياءً عوضاً عن كونك رجلاً

وغير أنثى فأنت ثري وذوا مكانه ..وأنت في بلادك وتفقهه تلك الكلمات ..

أما أنا فلا في كل الأحوال ..

أرتعش تشالز وهو يلعب بقلم جذبهُ من جيبهُ العلوي وتمتم:عجوزٌ شمطاء

غاوية لا تلتفت لها .

(10)

(نافذة يقف على جرفها عصفور ..يدندن بتلك الأماني الصباحية

’فتاة وجميلة تلبس فستانها الأسود الحزين ,وعبث بشعرها النعاس ,

وترك الدمع ختمه بكحلها الأسود,وتدخل البرد ليزيد ذلك نزيفاً ’ولازالت 

مستلقيه تناجي الرب)

نظر إليها وقال:تتعالي ولتأخذي هذا المعطف ..فالبرد قد تهكم في عظامك

نظرت اليه بعيون ناعسة حزينه وقالت:لاأريد..

نظر إليها وهو يتمتم: ماللذي أفعله هنا ..جون لقد تركتني ثانيةً لأتورط بها ..

حقاً أنا أكرهك..

ثم قام بالمعطف ليضعهُ على أكتافها النحيلة وهو يقول:لا أسمع صوتٌ الآن .

هل تسمحين لي انا أفتح الباب ..

نظرت إليه وقالت:حسناً ..

قامت وهي تجر أذيال الخوف معها تقدمها وهو يتمتم بـ:سأقتله ..سأقتلهُ حقاً..

فتح الباب وقد كان صريرهُ يسمع من أخر تلك القاعة وقال:أنظري لايوجد

أحد قط..

نظرت إليه وهي تمسح دمعها وتريد أن تنطلق قبلهُ وقالت:شكراً لك ..

شكراً لك حقاً

إبتسم بلا شعور ثم أنطلقت هي عن عيناه لتتقابل بشوفالييه اللذي كان 

يمشي مترنح ويقول:لم تطيقي بعادي أليس كذالك..

صرخت وهي تهرب خلف تشالز ..

راى تشالز كل ذلك وهو في صعقة من شوفالييه وتوتر من يدا سارآ اللتي

تطوقهُ ..صمت للحظات ثم قال ششوفالييه:الممثل تشالز..أتستمتع بها أيضاً 

حقاً كم أنتي غاوية أيتها العربية ..

صفعهُ تشالز وهو يصرخ ويقول:سافل ..حقير ....

نظر إليه شوفالييه وأقترب منه ليصفعهُ هو الثاني ..وسارآ تصرخ ..
,
(جشع. طمع. حب تملك بلاقناعة. أخلاق منحطة .تسلط بدنائه ..:

تلك الصفات المحيطة بناء في هذا العالم ومازلنا نتمتم بجمالهِ ! )

نظر إليه وصرخ:تشالز توقف..

نظر تشالز إلى جون وطاقم العمل خلفه وقال:سافلٌ حقير ..لن أتركه إلى

وهو ميت ..

قال جون وهو يبعد الزجاجة من يد تشالز:لاتفعل لاتفعل ذلك ياصديقي ..

سنعاقبه على كل مافعل ..أرجوك أستمع إلي >ثم سحب الزجاجة

نظرت المنسقة إلى سارآ وهي مصدومة وترتدي ذلك الفستان المؤجل 

للممثل اليوم وقالت:ماللذي تفعلينه ..

لم تجبها سارآ بل وقفت متصلبه قال تشالز غاضب :تلك الشرقيه حمقاء ..

في كل ليلة ياجون يأتي شوفالييه إليها ليستمتع بها ..حمقاااااااء ..

لم تبقى سارآ ثواني وهي واقفه ..ثم أرتطمت بالأرض مغشيٌ عليها .
,
ألتفت لألة التصوير ليلقي بنظرة تعب إليها صرخ المصور:تشالز ..

ليست تلك النظرات بل نظراتك بالأمس ..نعم هكذا أفضل

تبسم تشالز لآله التصوير وألتقط أخر الصور ..قال جون وهو يصفق له 

بحرارة :أنتهينا يارجل ما بالك لست سعيد!

نظر تشالز إليه وقال:لاشئ
,
صرخت مصدومة وهي تقول:ماذآ ..حامل !!!!

قالت الممرضة مبتسمه:نعم سيدتي..

ضربت بيدها السرير وهي تصرخ:لآ ..لست انا من تقصدون..رباه ..

أنقذني من جحيم هذه الدنيا.

قالت لها الممرضة مترجمه للطبيب الفرنسي:يجب أن تهتمي بصحتكِ 

جيداً فجنينك كان بخطر اليوم .
،
نظر إلى ساعته وهو يقول لجون:إلى أين نحن ذاهبون ..

قال جون مبتسماً:للإحتفال ..أمم مآرأيك في الحانة هناك ..

نظر تشالز إليه وقال:أوقفني هناء أرجوك

نظر إليه جون وهو متوتر :حسناً حسناً لن نذهب إليها إذا لم تعجبك.

قال تشالز غاضب وهو ممسكاً بمقبض الباب:أوقف السيارة يارجل ..

أوقف جون السيارة ..لينزل تشالز المتنكر في شوارع باريس.
,
نزلت من سيارة الأجرة لتقف على بوابة ضخمة ..طرقت الجرس لتفتح

تلك الخادمة اللبنانية الأصل وهي تقول:أنستي أهلاً بكِ

أقبلت سارآ إلي ابيها وهي تقول:أريد بعض النقود ياأبي ..

نظر إليها وهو يرمي لها بتلك الكلمات وختم بـ:ليس هنالك نقود دون مقابل ..

وقفت أمامه وهي تقول:انا حامل يآأبي ..

ضحك ساخراً وقال:إذا فغير قد أستمتع بك..حقاً كم أنتي غبيه

نظرت إليه وقالت:أنظر إلي من تتكلم ..يآأبي بالتبني ..هل تعرفني

نظر إليها وقال:نعم أعرفك يآأبنتي بالتبني ..مأنتي سوا عربية ٌ

نظرة إليه وقالت:ولكنك لاتعلم من يكونون هؤلاء العرب خصوصاً إذا غضبوا..

"ثم رحلت من ذلك القصر دون عودة
,
(ماذا يحمل المطر في طياتهِ ليكون بذلك الفتنة؟يغوي العاشق ’ويجعل اليأس

يبكي حنيناً’’ ويدخل الهوس إلى رؤس المراهقين , ماللذي يحملهُ ياترى؟)

جرت وهي تبكي ..تصرخ مع كل ضربت رعد وتناجي الرب ..

لم يمر سوى شهر ونصف على فاجعتها وهاهي تفجع مرةً أخرى بحملها ..

ركبت سيارة أجرة قريبة ..لتقول للسائق :أريد الذهاب إلى الأوبرآ.

نظر إليها السائق وقال متعجبناً:الأوبرآ يآأنسة

إبتسمت وقالت :حسناً لقد أخطأت فمن المفترض أن يذهب السايح في هذه 

البلاد إلى برج إيفل ..أو متحف اللوفر أوه نسيت شارع جورج سانك..

نظر إليها السائق متعجباً من إنفعالها وقال:إلى أين ياأنسة..

قالت له وهي تشيح بنظرها إلى الشباك :إلى شارع الشانزليزيه
,
نظر إلى نفسه وقال:ماالذي أفعلهُ ..مااللذي أفكر به ..حقاً"وضرب رأسه

نظر إلى تلك الحانة وقال يتمتم:بما أنني قد جريت إلى الشانزليزيه بدون وعي ..

سأدخل الحانة بكامل الوعي ..

وذهب : ليقف بين الحشود ,ويرى تلك ترقص ..وتلك عاريه..وذلك يُقبل ..

لم يمعِن النظر كثيراً فلقد أمد قدحهُ إلى رجل الحانة وقال:إملئهُ جيداً.

أجابهُ مبتسماً:لك هذا ..

الرشفة فالرشفه ...حتى أنتهى القدح وهو يصرخ يريد الغناء ثملاً..

قالت له أحدى الفتيات:أتريد الرقص..

أجاب مبتسماً :نعم والغناء ..

وقف على منضدة الحانة المتوسطة وصرخ يغني ..

صرخ الجميع فذلك الرجل هو تشالز ..تشالز البريطاني

(15)

صمت الكل منبهر من قدراتها ..عدا إحدى العاملات"غاسبار..

لقد كانت تعلم بكل شئ ..شهقت بالدموع وهي تتهرب من الأنظار لتذهب بعيد

وهي تقول:مسكينةٌ هي..

أما تشالز فلقد أنبهر حد الذهول حد الجمود ..يقول لنفسه متوتر:ياإللهي ..أتحبني

حقاً..يالحظي الجميل ..لا.. أظن بأنها تمثل ..تباً لها فلقد تقدمت خطوتان من

مكاني الأصلي ..

صرخ المصور:يإللهي سارآ .."وأقترب منها لينتشلها من الارض وأكمل"

ستصبحين ممثلة كبيرة ...

صرخ صديق المصور المخرج الأمريكي كميل وقال:للديك فرصة ذهبية في

الظهور في مسلسلي العظيم ..أرجوك أقبلي بذلك ..

صفق الكل ليشجعها ..وهي مازالت تبكي وتمسح دمعها بكحلها ..قالت لهم

وهي تبتعد عنهم:أعذروني ..أبتعدوني أرجوكم..

ذهبت للقاعة الخلفية وصرخت تقول:لاآآآآآآآآآ...

ثم أنهمرت بالبكاء ..قالت لها غاسيار وهي تضع تلك المعاطف الورقية

أمامها:أرجوك أهدئي ياسارآ..

قالت سارآ لها وهي تنظر إليه بنظرة حقد مغموره بخوف الطفولة :ماذا 

أفعل ياغاسبار..شوفاليية يرد أن يفضحني ..وأبي أخبره بأمر الجنين

نزلت دموع غاسبار بدون إرادة وقالت:أرجوك أهدئي الآن..

قال تشالز وهو يسحب الكرسي ليجلس:ماذا هناك أيتها الشرقية ..أأنتي معجبه

بي لتلك الدرجة

قالت سارآ وهي تمسح دمعها:أرجوك إذهب ..

إقترب منها تشالز وهو يضع يداه على طاولة التزين والكرسي الماكثة عليه سارآ ..

وقد حوط بذارعيه جسدها وقال:أخبريني أتخافين أن أهرب منك..يالك من عـ...

وممثلة بارعة

نظرة إليه سارآ وصمتت ..أكمل وهو يقترب منها بعنفوان:أنظري إلي ..

لما لا نترك الإتفاق ..وسأعطيك كل ماتريدي مقابل ليلة مثل شوفالييه..

لم تجب عليه سارآ سوا بصفعه على وجهه وهي تقف ..أمسكت غاسبار بيداها

على فمها كي لا تصرخ فما فعلتهُ سارآ عظيم.

لحقت بها في دورات المياه المخصصة بالنساء وقالت لها:ماذا ستفعلين الان ..

نظرة إليها وقالت:سأفسخ العقد وأعود إلى بلادي ..
,
(دعوني أقصر طرق العشاق المخذولون والأمهات المنكوبات والأبناء المجحفون

وأضع متطوعين ..يستبدلون الهموم والمشاعر بالسعادة واللامبالاة ..أممم تلك

وجهة نظري ماذا عنكم؟)

وقفت أمام المصور والمخرج كيمل وتشالز وبعض طاقم العمل وقالت:أريد 

فسخ العقد

أنصدم تشالز اكثر من صدمة صفعتها وقال:لما؟

قال المصور:لماذا..؟

أنزلت نظرها وهي تضع معطفها المتهالك الاخير على كتفيها وتقول:هكذا .

.أممم أسموني شرقية لاهيه لكن أرجوكم ..اتركوني الآن..

قال تشالز وهو يقف:لن أسمح بذلك لقد أنهينا للتو العرض بنجاح وقد تصددر

العروض الأوربية جميعها..

قالت له مبتسمه:حسناً..أممم بطريقة ترضي غرورك سيد تشالز ..لقد فشلت ..

أريد أن أفسخ العقد ..أأقتنعت الآن؟

صرخ تشالز:شرقية حمقاء للتو ستنهين التحدي ..للتو سنوقع عقد مع 

المخرج كميل

نظر المخرج كميل إلى أعين سارآ وقال:لماذا تريدن ذلك

قال المصور:نريد سبب وجيه!

نظرت إلى من ينظر إليها بتوتر ..ثم نظرة لوجهه تعرفهُ تماماً وأبتسمت

لغاسبار:أريد أن أعود لدياري..

أجاب كميل:للشرق الأوسط ..؟

قالت له باسمه:نعم ..

قال تشالز وهو يرمي الكرسي وجون ينظر إليه بإستنكار :لايمكن هذا ..

"وأقترب منها وهو يشد من معطفها ويقول:ستخسرين جنسيتك سأرفع 

عليك دعوة قضائية ..

قالت له خائفة تتخشع عن يداه :أنزع مني جنسيتي ..لاأريدها ..سأعود شأت

أم أبيت.

قال تشالز لجون اللذي يقترب منه :أتصل بالمحامي الخاص وأرفع على سارآ

ألفونسين نيكولا دعوة قضائية ..ومبلغ عظيم جداً

وقف كميل في وجهه تشالز وهو يقول:سأدفع المبلغ ..وسأوكل عنها محامي ..

نظر تشالز إلى ذلك المخرج وقال:عجباً أسحرتك الشرقية أنت أيضاً

أجاب كميل:ولكن لاتعودي إلى ديارك قبل تصويرمسلسلي وقيمة العقد تتعدا

المليونين أن أردتي ..

أنبهر اجميع للوهله وأتت صورة سارآ الباكية لتمحي تلك التعجبات ..

قالت سارآ باسمه وهي تضع حقيبتها على كتفيها وتقبل غاسبار قريبةٌ من الباب

الخارجي:لاأريد ..والمبلغ لن أدفعه وسأعود لدياري خلال يومين ..شكراً لكم .

.لقد أخذت وأعطيت ماأستطيع

صرخ جون غاضب :سأمنعك من الخروج من البلاد ياشرقية

*كميل ..مخرج أمريكي مشهور ..حصل على جوائز كثيرة في مجال الإخراج ..

أتى لباريس لقيم إتفاق مع الممثل العظيم تشالز مصور االغلاف ..لدية أضخم رواية

للروائي المشهور الملقب بملك النقاء ..

العمر:30 سنة..

,

في ليلة اليوم الـثاني ..

جون يتقلب على فراشة وهو يتمتم:لما انا غاضب من سفرها وعودتها لديارة ..

حسناً ماشأني بها ..لما غضبت أيضاً عندما رأيتها تدخل مع تشالز الجناح ..

في الليلة تلكحينما أغضبت أنيت ..أوه لقد نسيت لقد صرت بعيد كل البعد عن أنيت ..

ثم عبث برأسه غاضب وهو يقول:أخرجها من رأسك القذر البأس يأشرير ..

أخرجها جون..

بعد يوم ..

.. تشالز في محطة القطار وقد ركب "الميترو رقم 1 غاضب متوعد لها تلك الشرقية ..

.يتمتم بين اللحين والأخر :أكرهك ياعربية ..ياشمطاء ..

..سارآ للتو عائدة من المشفى وقد غضب منها جدها ..بعد تأويل وكذب ألفونسين 

وشوفالييه عليه ..

أذرفت دموعها وقدمت أوراق تقاعدها ..وقفت في محطة القطار قبل ذلك الخط الأصفر ..

تقف وصفعة سرعة القطارات تجفف دمعها ..

تنتظر قطار العودة رقم 1..

مضت ربع الساعة وهي تقف في ذلك المكان بلا حراك..

وقف الميترو رقم 1أمام أعيونها وهي ساكنة وكانها قد حُنطت بأفعال البشر البشعة ..

فتحت أبواب الميترو ليخرج أفواج الناس بوجهها ..ويصرخ ذاك بـ"إبتعدي..والأخرى..

لماذا لاتتنحي جانباً..أما االاخرة فصرخت"لقد ألمتي كتفي مبالك يافتاة ..

نظرت إلى الفراغ..وعينها قد أحمرت وجف الدمع منها ..

نزل تشالز متأخر من الميترو ووقف ليستمع إلى شتم الناس ..نظر إلى من يتحدث إليه 

الناس وإذا بها تلك الفتاة ذات اللباس الأسود حينما ألتقها في مقهى الفندق هي تلك 

الفتاة اللتي تلبس الكمام الطبي..

نظر إلى عينها بتلهف وإذا بها تلك العيون الباكية في شارع الشانزليزيه..

قال لها وهو يضمها من قلبه بلاشعور :لم تذهبي من باريس هااا...ياإللهي كم 

أنتي حمقاء ..

ثم وقف أمامها يقول وهو ممسك بكفيها مبتسم بغضب واضح وحائر بتكبر اللامبالة ..

:لم تبكين الآن ..إذا كنتي متعلقة بديارك العربية لتك الحد ..سأتركك تذهبين وسأعفيك

من القضية ولن أقف في وجهك

دفعتهُ جابناً وقالت:إبتعد عني ..سيفوتني القطار ..

نظرة إلى سكة القطار وإذا بوجود اللاوجود ..قالت له غاضبة وهي تضرب صدره

:لقد رحل ..

لماذا وقفت بوجهي ..لقد ذهب القطار ..أكرهك..أغرب عن وجهي

ثم جثمت على الارض تبكي وتقول:لم يتبقى معي مال ..والساعة تشير إلى منتصف 

اليل أين عساني أن أذهب الآن ..انا بلامأوئ..سحقاً لأمثالك تشالز

نظر تشالز إليها متعجب وقال:بسبب القطار تبكين..حسناً ..تعالي معي إلى فندقي ..

نظرة إليه بحقد ..وأكمل خائفاً:حسناً سأدفع لكِ قيمة سيارة الأجرة أن أردتي ..
,
جلست أمامه والشرفة المطلة على شارع الشانزليزيه أمامهما ..

قال لها وهو يسرح في عيوانها الباكية:لماذا لاتصمت عيونك ياحمقاء ..؟

قالت له وهي تبكي وتضرب بيدها بطنها:هنا يكمن السبب ..أكره تلك الأحياء تلك 

الحقائق المعدومة تلك الأبوه المتبناه ذلك اليتم المنتفى ..أكره في بعض الأحيان أمي 

اللتي تبنتي فلقد نسبتني إلى ذلك الغربي التافهه..لا أظن اني أكرهها فلو كانت حية

لماتركتني لهُ... لكنني أكرهه ألفونسين..

قال لها حائر بشفقة واضحة:ماذا يوجد هنا"وأشار إلى بطنها"..؟

قالت له باكية:انا أحمل طفل شوفالييه ..أو صديقهُ ..لا أعلم ولكن قبل شهرين

مضت كنت في ملهى الشانزليزيه وقد خُدعت بعمل وهمي من شوفالييه ..ثم أعتدى 

علي هو وصديقيه ..وفي تلك الليلة لولا رحمة الرب ثم ذلك الشاب العظيم لكنت قد قتلت

معتدياً علي ..

"ثم شهقت وهي تكمل:حسناً..لقد كنت غبيه فلو جعلت أبي بالتبني يعتدي علي من ذي 

قبل لما أخرج شوفاليية الآن من السجن ورفع دعوة قضائية...أممم لما أعتدى شوفالييه ..

صفعها تشالز على وجهها النحيل لتكف عن الكلام وتنظر إليه بتبلد وهو يردد:حمقاء ..

تجمع عليك الذئاب وصامته ..أغربي عن وجهي ..إذهبي إلى الشرق ..لا أريدك أبداً.

.حسناً..لم لا تقفي

وصرخ ليختم كلامه:لماذا علي الدفااااااااااع عنك الآن ..

ثم وقف على الشرفة وينظر إلى السماء وهو يقول:أنتي يتيمة أيضاً..حسناً كم انا 

محظوظ بكِ الآن..

وقفت سارآ وهي مرهقة من كل كلمة قد قيلت لها ..سحبت أرجلها الثقيلة للباب ليقف

تشالز امامها وهو يقول:إلى أين أنتي ذاهبه ياحمقاء ؟! لا مأوى لكِ

لم ينهي تشالز كلماتهُ تلك حتى فتح جون باب الجناح مبتسم وبيده قوارير الخمر ..

صمت لثواني وهو يتأمل الموقف وقال وهو ينزع ذراع تشالز من على أكتاف سارآ..

:ماذا هناك إبتعد عنها ...دعها وشأنها ..ليست هي من فجر في أحداث ستمبر ياتشالز 

ليست هي من فجر... تلك عربية مسلمة مسالمة ..أرجوك أتركها تذهب

نظرت سارآ إليه وتشالز أيضاً وهو يقول:ماذا هناك جون ..؟

قال جون خايف ويضع سارآ خلفهُ:أرجوك أتركها لاتفعل بها شيئاً..

ضحك تشالز ضحكة ساخرة وقال:أحسبت أني أريد تلك الشرقية..انا تشالز من أغواء 

العالمين بجماله أغواء من قبل شرقية

قال جون وهو يسترجع تنفسهُ تدريجياً:حسناً..هي ليست من نوعك المفضل ..

أوه لقد أسأت الفهم ولكن ...لماذا أنتي هنا سارآ؟

قال تشالز وهو يجلسها على الكرسي:ستنام الليلة هنا جون ..

صرخ جون وهو يصفع خديه:ماذا....لاتستطيع ذلك

قالت سارآ باسمة فجون قد ظهر لها بشخصية ضاحكة:سأذهب ...لا تقلق

نظر تشالز إليه وقال:جون ماذا هناك ؟..هنالك غرفتان ..ستنام في إحداها 

وأحدانا سينام في غرفة المعيشة هنا

قال جون وهو ينظر إلى سارآ:لا تستطيع"وحرك شفتيه بكلمات لايفهما تشالز

قالت سارآ وهي تمسح دمعها باسمه :أسمحا لي سأذهب إلى دورة المياه

ذهبت هي ..لتتصل على غاسبار ساأله عن مكان تقيم فيه الليلة

وجون يتمتم لتشالزيقول:تشالز هي ليست من نوعك المفضل ..ولكنها نوعي

المفضل انا

قال تشالز لجون باسماً:كل نساء العالمين من نوعك المفضل ..مالجديد في ذلك؟

قال جون وهو يقف على الشرفة ويحتسي كأس السوجو:ليست تلك الوجهات ياتشالز

أجاب تشالز وهو يأكل :كيف ذلك ..لم أفهم؟

أجاب جون بعد صمت وشرود ذهن واضحة:أنا أحبها ياتشالز..أحب سارآ ألفونسين

نيكولا.